أين هي الثلوح؟ بهذا السؤال خرج الكثيرون من سكان كندا للتعبير عن استغرابهم مع دخول الشتاء القارس المعروف بالثلوج العميقة التي تبتلع السيارات وتغلق الطرقات.
وقال المواطنون: الأراضي التي ينبغي أن تكون بيضاء بمثل هكذا وقت في السنة والصقيع، إلا أن الوضع مغاير تماما من الساحل إلى الساحل ومن الشمال إلى الجنوب فالأراضي مكسوة باللونين الأخضر والبني بدلا من الثلوج البيضاء.
وعادة ما يحتفل حوالي 75 بالمئة من الكنديين بعيد ميلاد يكتسي باللون الأبيض، ويميزه ارتفاع الثلوج سنتيمترين عن الأرض، لكن هذا الرقم الآن قريب من الصفر.
ويكون الشتاء غالبا أشد قسوة في الأقاليم غير الساحلية مثل ألبرتا، حيث يمكن أن يظل الثلج على الأرض لمدة 5 أشهر أو أكثر.
وكانت درجة الحرارة مرتفعة في إدمونتون عاصمة ألبرتا خلال اليومين الماضيين، إذ بلغت 7 درجات مئوية بالمقارنة مع 28 درجة تحت الصفر في العام الماضي.
وقال عالم المناخ بوزارة البيئة الاتحادية في كندا دافيد فيليبس: "كنت أتعقب الطقس منذ 55 عاما ولم أشهد مثل هذا الشتاء في أول يوم رسمي للشتاء".
ولا ينبغي لذلك أن يكون مفاجأة، إذ يبدو أن عام 2023 سيكون من أكثر الأعوام حرارة، والسبب الآخر هو ظاهرة "النينيو"، وهي ارتفاع درجات حرارة سطح الماء في شرق ووسط المحيط الهادي التي غالبا ما تؤدي إلى درجات حرارة أكثر اعتدالا في الشتاء.
وقال فيليبس: "ما ترونه هذا الشتاء هو في الواقع نظرة مسبقة لما سيكون طبيعيا بعد عقود من الآن".
ونقلت "رويترز" عن عالم المناخ قوله: "أعتقد أنه إذا تمكنا من تأجيل عيد الميلاد شهرا من الآن، فسنضمن تقريبا عيد ميلاد أبيض في كل مكان. لكن هذا لن يحدث".