الرئيسية > اخبار محلية > مرتكزات وضمانات.. نجاح المساعي الدولية لحماية المصالح والملاحة الدولية

مرتكزات وضمانات.. نجاح المساعي الدولية لحماية المصالح والملاحة الدولية

يشرف الجنوب على الملتقى والربط القاري الأهم لحركة التجارة والملاحة البحرية، وفي مياهه الاقليمية وعلى رأسها باب المندب تمر شرايين إمدادات التجارية والطاقة العالمية، عوضا عن كونه يتوثب كحامي لامن المنطقة على طول حزامها الممتد من سقطرى وسط المحيط الهندي إلى بحر العرب مروراً بخليج عدن وانتهاء بباب المندب الذي يشكل بوابة الربط لمنحدر البحري للبحر الأحمر وخليج عدن وممر حيوي للشرق نحو الغرب والعكس.

 

ووفقاً للحقيقة الجيوسياسية التي لا تقبل الجدل؛ الموقع هو العنصر الدائم في الحضور القوي و صناعة التاريخ المشرف، ولعل ابرز الانجازات التاريخية التي صنعها الجنوب، إنطلاقا من اهمية موقعه، كانت في جدارته بحماية أمن الملاحة البحرية في كل من خليج عدن وباب المندب، بل وحتى الجزء الجنوبي من البحر الأحمر وجزره ، جرى خلال العقود الثلاثة التي تلت استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني.

 

حيث اُعتبرت البحرية التابعة للقوات المسلحة الجنوبية وقتذاك ، صمام أمان المنطقة الحيوية الممتدة من جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي وصولا الى وسط المحيط الهندي حيث تقع لؤلؤة المحيط جزيرة سقطرى.

 

لكن الموقع الهام والاستراتيجي، يحمل معه ايضا ما تعرف بلعنة الجغرافيا، فموقع الجنوب وخصائصه الجغرافية البرية والبحرية، انطلاقاً من باب المندب غربا إلى سقطرى شرقا، واهميته الجيوبوليتيكية الاستراتيجية، جعلته على الدوام عرضة لأطماع الغزاة، ولسنا هنا بصدد تقديم تسلسل تاريخي لوقائع ذات الغزو والاحتلال واطرافه وآثاره، مع ان الاحتلال اليمني الاخير ذات الرؤوس المتعددة وسلوكها المتخلف والإرهابي المارق، قد إتخذ من الجنوب وموقعه، نقطة إنطلاق لابتزاز العالم من خلال تعريض ممرات الملاحة البحرية لعمليات إرهابية وجرائم قرصنة، ومازال حتى بعد هزيمته من قبل القوات المسلحة الجنوبية وطرد مليشياته الحوثية الايرانية يمارس ذات السلوك الارهابي، بطريقة تؤكد أن دحره من الجنوب، لم يحقق بصورة كلية إضعاف قدراته وامكانياته في إستهداف الامن الملاحي والممرات المائية لا سيما في باب المندب، إذا لم يشمل الردع الدولي ضرب ذات القدرات التي مصدرها ايران، إينما كانت مخابئها، بالتزامن مع الاسراع في إنشاء تحالف دولي خاص بامن المنطقة والملاحة الدولية، يكون فيه الجنوب شريكا محوريا من خلال قواته المسلحة التي أكد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي إستعدادها التام في الإسهام الفاعل والمحوري في حماية امن واستقرار ممرات الملاحة البحرية في باب المندب وخليج عدن والبحر الاحمر، بالشراكة والتنسيق التكاملي مع الشركاء الاقليميين والدوليين انطلاقا من تعزيز وتطوير قدراتها على التنفيذ الناجح لمثل هكذا مهام نوعية وذات الضرورة القصوى.

 

واستنادا إلى الإسقاطات التاريخية وحقائقها التي لا تقبل الجدل، ترتب على احتلال الجنوب في صيف 1994م وتدمير قواته المسلحة، الى انتقال المنطقة الحيوية – باب المندب وخليج عدن وصولا الى البحر الاحمر – من منطقة يسود سريان حركتها الامن والاستقرار، الى منطقة مضطربة، وباتت في وضعها الراهن أشبه بمضرب نار الارهاب الايراني وعبر مليشياته الحوثية، وتستخلص مقارنات واقع أمن الملاحة البحرية في باب المندب وخليج عدن أثناء وجود دولة الجنوب، وواقع وبعد احتلال الجنوب، ان عنصر قوته كان بوجود دولة الجنوب وقواتها المسلحة ، وأن عنصر ضعفه كان نتيجة احتلالها، وهذه النتيجة تشمل أسباب وروافد تعاظم مخاطر الإرهاب وتنظيماته في المنطقة، وتوجيهه بطريقة ممنهجة نحو الجنوب لجعله مسرحا لكل أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود كالقرصنة والتهريب.

 

الجنوب إذا وعطفا على ما سبق، أحد مرتكزات وضمانات نجاح المساعي الدولية لحماية المصالح والملاحة الدولية ، ومكافحة الإرهاب والقرصنة وكل أشكال التهديد لأمن الملاحة البحرية في باب المندب وخليج عدن وفي هذه المنطقة الحيوية والمضطربة في الوقت ذاته.