الرئيسية > اخبار محلية > كيف ستؤثر التغيرات المناخية على صحة اليمنيين؟

كيف ستؤثر التغيرات المناخية على صحة اليمنيين؟

لا يقتصر تأثير التغيرات المناخية في اليمن، على قطاعات بعينها دون غيرها، بل ستطال آثارها أوجه الحياة والمعيشة والقطاعات والموارد كافة، كما أن الصحة العامة لن تكون بمنأى عن ذلك.

 

 

وكان وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور قاسم بحيبح، قد سلط الضوء خلال مشاركاته في حلقات نقاشية واجتماعات انعقدت على هامش أعمال مؤتمر المناخ الدولي "كوب 28"، الذي تستضيفه مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، على تأثير وآثار التغيرات المناخية على الصحة العامة في اليمن، والتي تسببت بمضاعفة الأمراض.

 

 

وقال بحيبح، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، إن "النظام الصحي عانى من مضاعفات عديدة، مثل شح المياه، والصرف الصحي، وسوء الأمن الغذائي، وارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الأمراض المنقولة بالبعوض، مما ضاعف من الأمراض".

 

 

ولفت بحيبح إلى "حركة النزوح والهجرة، التي تمثل عبئًا مستمرًا على القطاع الصحي، ناهيك عن الأعاصير المطرية وآخرها إعصار "تيج"، وما سببه من آثار بالمحافظات الشرقية للبلاد، وخلف انتشارًا للكوليرا والحمّيات بأنواعها".

 

 

بدوره، يقول أستاذ الجغرافيا المناخية في جامعة عدن، الدكتور فيصل باقتادة، إن "التغير المناخي يزيد من انتشار الأمراض المتعلقة بالمناخ، وتفاقم المشكلات الصحية الموجودة بالفعل في اليمن".

 

 

ويشير باقتادة، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "تزايد درجات الحرارة العالية، تعد من المخاطر الرئيسة للإصابة بأمراض الحرارة والجفاف، وقد تزيد الفيضانات من خطر انتشار الأمراض المنقولة عن طريق المياه كأمراض الملاريا، وحمى الضنك، والكوليرا، والتيفود، وغيرها من الأمراض".

 

 

وحذرت دراسة، أعدتها مؤسسة يمنية اجتماعية، وعرضت في شهر سبتمبر الماضي على منصات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من خطورة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في اليمن، ما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض وحالات الوفاة "لاسيما بين الفئات الأكثر ضعفًا، مثل كبار السن، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مُزمنة، مثل أمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض السكري".

 

 

ويواصل الأكاديمي اليمني فيصل باقتادة، حديثه بالقول: "قد يؤدي نقص الموارد الطبيعية، إلى زيادة التوترات والنزاعات في البلاد، واليمن يعاني من أزمة إنسانية خانقة، تتسبب في تدفق النازحين واللاجئين من أماكن استقرارهم التي تعرضت للكوارث الكبرى (كالأعاصير، والفيضانات، وغيرها) إلى مناطق آمنة".

 

 

وينوه باقتادة إلى أن "النزوح البشري، يؤدي إلى ضغط إضافي على موارد البيئة المحلية وأنظمتها المختلفة، بما في ذلك الاستغلال غير المستدام للمياه والأراضي".

 

 

وتابع: "إن تزايد نقص الموارد المائية وشحها، يؤدي إلى زيادة التنافس على تلك الموارد، وتصاعد الصراعات المحتملة على المياه في المستقبل"، فضلًا عن "انتشار بعض الأمراض وتدهور الوضع الصحي، وغيرها من المشاكل المختلفة المرتبطة بالازدحام السكاني".

 

 

ووفق تقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإنه "من المتوقع مع حلول عام 2060، أن يعاني 3,8 مليون شخص يمني إضافي، من سوء التغذية"، الأمر الذي سيضاعف من تعرضهم لأمراض عديدة ومختلفة، وكذلك سهولة إصابتهم بالعدوى لافتقارهم للمناعة الكافية.

 

 

وشدد التقرير الأممي، الصادر يوم الأحد الماضي، على أن "تغير المناخ ليس مجرد نظريات"، محذرًا من أن "اليمن بالفعل تشهد تغير أنماط الطقس"، لافتًا إلى أن "الأسوأ لم يأتِ بعد".

 

 

ونوه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في سياق تقريره، إلى أنه "في حالة عدم اتخاذ أي إجراءات أمام مخاطر التغيرات المناخية، فإنه من المتوقع أن يتعرض أكثر من 120 ألف شخص يمني للوفاة، مع حلول عام 2060".

 

 

إلى ذلك، قال الصحفي المتخصص في تغطية قضايا المناخ والبيئة، رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية، بسام القاضي: "تؤثر التغيرات المناخية على الصحة العامة في اليمن، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تلك الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك بسبب السيول والفيضانات، وما يعقبها من انتشار الأمراض والأوبئة، بالإضافة إلى سوء التغذية، وانعدام الأمن الغذائي".

 

 

وتابع القاضي حديثه لـ"إرم نيوز"، أنه "في الوقت الذي يفتقر فيه اليمنيون إلى توافر خدمات رعاية صحية بأدنى مقوماتها، ستفاقم التغيرات المناخية من الوضع الصحي المتردي أساسًا في اليمن"، لافتًا إلى أن التأثيرات الناجمة عن ذلك، وخيمة على مختلف الصعد.