اكد الاكاديمي المغربي وأستاذ القانون الدكتور توفيق جوزوليت ان دولة الجنوب قادمة وهي حتمية تاريخية. وقال في منشور له على موقع فيسبوك :" دولة الجنوب قادمة بل هي حتمية تاريخية،لأن السلم و السلام لن يستتب في منطقة اليمن و الخليج العربي دون استعادة شعب جنوب اليمن استقلاله .
لا ريب أن تناول ازمة اليمن بشكل عام وًمن ضمنها حاضر وًمستقبل الجنوب من الصعوبة بمكان نظرا للتطورات السياسية وًالعسكرية المتسارعة ، و ضبابية مستقبل المنطقة بحكم العوامل الاقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على الوضع الحالي في اليمن ، لهذا و ذاك. اثرت ان اتناول حاضر و مستقبل الجنوب العربي من وجهة القانون الدولي العام لأي حل مستقبلي لازمة اليمن. لقد عرف العالم العربي مشاريع وحدوية كلها باءت بالفشل، و ذلك لاسباب متباينة ، غير ان مفهوم الوحدة لا يمكن له ان ينجح و أن يضمن الاستمرار إلا على الاسس التالية, ان تمارس الديموقراطية بمفهومها الغربي في الدولتين المقبلتين على الوحدة، و ان يحترم مبدأ حقوق الانسان كما هو منصوص في المعاهدات الدولية ، -
و العامل الثالث وًالحاسم ان تسود الثقة بين الدولتين المعنيتين بالوحدة الاندماجية.
في الوقت ذاته بوصي الخبراء في القانون الدولي على ضرورة قيام الوحدة على مراحل لكي يكتب لها الاستمرارية .. كل الاعتبارات المذكورة أعلاه كانت غائبة عند قبام الوحدة بين صنعاء وًعدن و لذلك كان مصيرها الفشل الذريع. و لا تزال سلبياتها تحوم في المجتمع اليمني بشكل عام وًجنوب اليمن بشكل خاص.
إن قضية اليمن برمتها تحتاج الى إلى دور دولي فاعل، و ليس وسيطا توفيقيا بين صنعاء و عدن..إن التعريف القانوني لازمة اليمن يجب أن يستند على أساس نشوءها و تطورها و خلفياتها و نتائجها وًما الت إليه و بالتالي الخروج بتقييم واضح للوضع الحالي في الجنوب . فالقضية الجنوبية هي القضية المركزية، وحلها هو المدخل الالزامي لانهاء الازمة في اليمن.
لقد تم بفعل الملموس تجاوز فكرة الوحدة بكل اشكالها الاندماجية و الفيديرالية , الحل يتجلى من وجهة القانون الدولي ان تقوم الامم المتحدة بتنظيم استفتاء في المحافظات الجنوبية الستة ( بعد تحديد هوية الجنوبيين )على اساس معرفة اذا الجنوبيون مع استعادة دولتهم أو إبقاء الوحدة قائمة الذات.
المؤشرات كلها تؤكد ان اهل جنوب اليمن يعتبرون أن الحل هو استعادة دولتهم، ليتم بذلك تفعيل العضوية لدولة الجنوب كدولة معترف بها دوليا حسب ترسيم ما قبل 1990 على كامل ترابها ، و بإشراف مباشر من الامم المتحدة.
إن المسيرة نحو الحرية و الاستقلال لا تزال شاقة لكنها قابلة للنجاح وًتحقيق الاستقلال المنشود والدخول في مجتمع ديموقراطي ليبرالي و لن يتم هذا إلا عبر تقوية الجبهة الداخلية و الحفاظ على المكتسبات العسكرية و محاربة المناطقية وًكذلك عبر استباب الامن في المحافظات الجنوبية الستة ..و في ختام المطاف النجاح في تسويق مبدأ الاستقلال اقليميا وًدوليا.