دخلت قضية مقتل طالب كلية الطب في جامعة ذمار، وسط اليمن، جمعان السامعي أسبوعاً جديدا وسط مماطلة متعمدة من قبل أجهزة الأمن الحوثية في إيصال ملف القضية للجهات القضائية للفصل بالجريمة التي هزت الشارع اليمني.
وكشفت مصادر طلابية في كلية الطب البشري بجامعة ذمار، عن سعي ميليشيات الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تمييع قضية قتل الطالب جمعان السامعي -أحد طلاب الامتياز- الذي تعرض للقتل العمد من قبل مسلح حوثي قبل أكثر من أسبوع.
وقال عدد من الطلاب إنهم تلقوا تنبيهات وإشعارات من عمادة الكلية ورئاسة الجامعة الموالية للميليشيات الحوثية بإيقاف أي تصعيد أو احتجاجات تطالب بالعدالة لزميلهم جمعان السامعي الذي قتل على يد أحد العناصر الحوثية داخل حرم مستشفى الوحدة التعليمي بمدينة معبر.
وأضافت المصادر الطلابية إن عمادة الكلية ورئاسة الجامعة أعلنت عن العودة للدراسة في الكلية للوضع السابق وإنهاء إي احتجاجات أو فعاليات تضامنية مع الطالب السامعي؛ وسط حالة من الاستنكار والغضب في صفوف الطلاب الذين ينتظرون منذ أسبوع أي تحرك أمني لإيصال ملف القضية للقضاء والقصاص من القاتل.
وجاء في الإعلان: "نهيب بجميع أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم والطلاب الالتزام بالدوام، فالدراسة مستمرة حسب الجداول والخطط الدراسية ولا قبول لأي عذر".
وبحسب المصادر فإن العمادة ورئاسة الجامعة الموالية للحوثي أقامت خلال الأسبوع الماضي وقفه احتجاجية داخل الحرم الجامعي من أجل امتصاص غضب الطلاب وإخماد أية احتجاجات كان الطلاب ينوون تنفيذها خارج أسوار الجامعة للضغط على الميليشيات الحوثية التعجيل في إجراءات التقاضي والفصل في القضية.
ولقيت إعلانات ومنشورات رئاسة الجامعة وعمادة الكلية استنكار الكثير من طلاب الطب وجامعة ذمار، الذين طالبوا بإجراءات تصعيدية كبيرة من أجل مناصرة قضية الطالب السامعي وعدم السماح بتمييعها حتى تحقيق العدالة والقصاص من القاتل المتواجد حالياً لدى السلطات الأمنية الموالية للحوثيين في ذمار.
وبحسب مصادر مقربة من أسرة السامعي، تماطل الأجهزة الأمنية التابعة للميليشيات الحوثية، في تحريك ملف القضية وتسليمه للنيابة العامة من أجل البدء بإجراءات التقاضي خصوصا وأن الجريمة البشعة باتت قضية رأي عام. موضحة أن الجاني من أسرة معروفة وبارزة في الميليشيات الحوثية ممن يطلقون على أنفسهم اسم "السلالة"، وتحاول الميليشيات جاهدة تمييع القضية بدءاً من إخماد الاحتجاجات الطلابية وعزلها عن الشارع.
وقال الإعلامي عبدالله السامعي في منشور على صفحته في فيسبوك: إن مدير أمن جهران التابع للحوثي وعد بإحالة الجاني للبحث الجنائي ثم إلى النيابة، تمهيدا لمحاكمة سريعة وتنفيذ القصاص، خاصة وأن الجريمة موثقة والجاني اعترف أيضاً بالصوت والصورة بارتكابه للجريمة، إلا أن هذا الوعد لم يتم تنفيذه حتى اللحظة.
وأضاف: اليوم مدير أمن ذمار التابع للحوثي يدعو الطلاب للتوقف عن الاحتجاجات وتشكيل لجنة طلابية للتخاطب معه، ويلوح بقمع الاحتجاجات.
وأوضح السامعي: أن الجريمة قضية رأي عام ويجب التسريع بكافة إجراءاتها وليس المماطلة والتأخير، مضيفا: "الاحتجاجات ستتوقف بإعدام القاتل، لذلك لا داعي لمحاولات تمييع القضية وامتصاص غضب زملاء جمعان على قتل زميلهم".
وتعرض الدكتور جمعان، طالب الامتياز في كلية الطب البشري بجامعة ذمار، فجر الأحد 24 سبتمبر، إلى إطلاق نار من قبل أحد المسلحين الحوثيين يدعى عبدالله عبدالعزيز شرف المتوكل -30 عاما- الملقب بـ"أبو يعقوب البنوس". الطالب تعرض للهجوم أثناء تواجده في المستشفى للتطبيق العملي الذي يسبق تخرجه من الكلية.
وأثارت الحادثة حالة من السخط والغضب الشعبي العارم، كون القاتل ينتمي إلى بيت المتوكل وهي إحدى الأسر الحوثية البارزة. الأمر الذي يبرز إصرار الميليشيات الحوثية لمنع أية احتجاجات طلابية وتهديد الطلاب بالفصل والإقصاء تحت مبرر إعاقة العملية التعليمية والامتحانات الجارية.
ودائما ما تلجأ الميليشيات الحوثية عبر سلك القضاء الخاضعة لسيطرتها إلى المماطلة في إجراءات التقاضي والمحاكمة للعناصر والقيادات المنتمية لها المتهمين بقضايا جنائية جسيمة. وكذا ممارسة عمليات ضغط وابتزاز وتهديد لأسر الضحايا من أجل التنازل عن القضايا المرفوعة