الرئيسية > اخبار محلية > تغير المناخ يضع ملايين اليمنيين على حافة الهاوية

تغير المناخ يضع ملايين اليمنيين على حافة الهاوية

لم يكد اليمنيون يتنفسون الصعداء، بفعل التراجع النسبي في وتيرة الصراع الذي يضرب بلادهم منذ منتصف العقد الماضي، حتى وجدوا أنفسهم، في مواجهة موجة جفاف شديدة الوطأة، تفاقمت تأثيراتها بفعل ظاهرة التغير المناخي، التي قادت لأن تشهد غالبية دول العالم، ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، خلال فصل الصيف الذي انتهى مؤخراً.

ويؤكد متابعو الشأن اليمني، أن خطورة هذه الموجة، تتزايد على ضوء أنها تشكل تهديداً جسيماً للقطاع الزراعي، الذي يمثل مورد الرزق الأساسي لملايين اليمنيين، الذين لا يزالون يعانون، من التبعات الإنسانية لحرب لم يُسدل الستار بعد عليها بشكل كامل، منذ أن اندلعت في خريف 2014.

وأشار الخبراء، إلى أن الموجة الحالية، قادت إلى جفاف التربة وتشققها في الكثير من القرى، خاصة المحيطة منها  بصنعاء، بجانب تسببها في نضوب مياه عدد كبير من الآبار، وهو ما أدى إلى أن يُضطر السكان في المناطق الأشد تضرراً، إلى الاستعانة بمخزوناتهم من الماء، تلك التي شارفت بدورها على النفاد.

 

وتحذر وكالات الإغاثة المحلية والدولية، من أن المزيج الكارثي بين تأثيرات الصراع وصدمات المناخ، يدفع اليمنيين إلى حافة الهاوية، في ظل أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم، بسبب استمرار الأزمة في أوكرانيا منذ أكثر من عام ونصف العام، وتواصل تبعات وباء كورونا، على سلاسل الإمداد الدولية.

 

وشدد الخبراء، في تصريحات نشرها موقع «آي بي إس وورلد نيوز» الإخباري، على أن أزمة المناخ تؤثر بشكل غير متناسب على الفئات المجتمعية الأكثر فقراً وهشاشة في اليمن، خاصة أن الجفاف الراهن، يأتي في وقت يكافح فيه عدد كبير من المزارعين هناك، لتغطية التكاليف المتزايدة لزراعتهم لأراضيهم.

 

فضلا عن ذلك، أدى تزامن الجفاف الذي اجتاح مدناً ومحافظات مثل العاصمة عدن وحضرموت والحديدة وأبين مع هطول أمطار غزيرة على مناطق كتعز وحجة، إلى حدوث قفزة في عدد اليمنيين النازحين، هرباً من مخاطر  الصراع وتبعات الكوارث الطبيعية، في عام 2022، بحسب أرقام أممية.

 

ووفقاً للخبراء، أدت سلسلة الأحداث المناخية المتطرفة التي ضربت اليمن على مدار الأعوام القليلة الماضية، وتنوعت ما بين جفاف شديد وفيضانات عارمة ناجمة عن الأمطار الغزيرة، إلى تدمير المرافق والمعدات الخاصة بالري، وتقويض سبل كسب الرزق بالنسبة للمزارعين، جنباً إلى جنب مع تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، فضلاً عن إلحاق أضرار جسيمة، بالبنية التحتية بوجه عام.

 

ويشكل تداعي مرافق البنية التحتية في اليمن جراء الحرب، عقبة هائلة تعوق نجاح أي جهود قد تبذلها السلطات المحلية، لتقليص حجم الخسائر التي تتكبدها البلاد، على إثر مثل هذه التقلبات المناخية، التي أدت العام الماضي تحديداً، إلى فشل المحاصيل على نطاق واسع.