قال مشروع رصد الأثر الاجتماعي، إن الزيادة المطردة في الأمراض في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، هي نتيجة مباشرة لانخفاض مستويات المناعة بشكل متزايد بين الأطفال الناتج عن انخفاض تغطية التحصين والتردد عن استخدام اللقاحات.
وأكد تقرير مشروع رصد الأثر الاجتماعي الصادر في نهاية يونيو، أن قادة الحوثيين، يشيرون إلى أبحاث ودراسات خاطئة تثبت أن التطعيمات ستؤدي إلى الوفاة ليس على الفور ولكن بعد فترة.
وأضاف "أشارت عدة تقارير ومخبرون رئيسيون إلى تداول مفاهيم خاطئة وإشاعات مختلفة على اليوتيوب والتلفزيون والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يثير الخوف والشك".
وبحسب مشروع رصد الأثر الاجتماعي، فإنه منذ عام 2021، انتشر شلل الأطفال في اليمن، مع أكثر من 228 حالة حتى 8 مايو 2023 منها 86٪ كانت من المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
وأكد التقرير أنه كان هناك أيضاً أكثر من 22000 حالة حصبة في عام 2022، بما في ذلك 161 حالة وفاة وفقاً للأمم المتحدة.
وبحسب التقرير، سجل الربع الأول من عام 2023 أكثر من 13000 حالة حصبة و8800 حالة إصابة بحمى الضنك و20.080 حالة كوليرا مشتبه بها.
كما أن حالات الإصابة بالدفتيريا والسعال الديكي في ارتفاع، وكذلك الوفيات الناجمة عن كل مرض.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذه الأرقام تعني أن الأعداد الفعلية من المحتمل أن تكون أعلى من ذلك بكثير.
وأكد التقرير أنه تم الإبلاغ عن عوامل وأسباب مختلفة تساهم في انخفاض امتصاص اللقاحات، بما في ذلك الوصول إلى معلومات مضللة، وانعدام الثقة في المرافق الصحية والمنظمات الإنسانية، والاستقطاب السياسي، وغياب حملات التوعية.
وأوضح تقرير مشروع رصد الأثر الاجتماعي أنه بشكل عام، يعتبر رفض الحوثيين للقاح غير مباشر أو شبه عام، حيث ألمح قادة الحوثيين بشكل غير مباشر إلى رفضهم للقاحات، قال وزير الصحة إنهم غير مسؤولين عن الأشخاص الذين يأخذون اللقاحات.
وأورد التقرير أحد الأمثلة على العلاقة المعقدة بين الحوثيين واللقاحات: "كان بين 2017-2018 أثناء تفشي الكوليرا، حيث تفاوض قادة الحوثيين مع منظمة الصحة العالمية بشأن اللقاحات، وطلبوا 3.4 مليون جرعة، وبعد منح 500000 جرعة، ألغوا الطلب لاعتقاد السلطات الصحية للحوثيين أن اللقاح غير فعال".
تشير الملاحظات القصصية إلى أن بعض النساء قد توقفن عن الولادة في المستشفيات لتجنب التكاليف وبسبب عدم الثقة في المرافق الصحية، مع الاعتقاد بأن التطعيمات ستؤذيهن وأطفالهن.
وخلص التقرير إلى أن المعلومات المضللة تفتح الباب أمام انتشار فيروسات وأمراض أخرى وقد تزيد من خطر الإصابة بالمرض، مما يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة وربما الموت، كما يؤدي نقص اللقاحات إلى ارتفاع معدلات وفيات الرضع.