أكدت الحكومة اليمنية، أن جماعة الحوثي تستخدم ملف حصار تعز الإنساني ورقة للتفاوض والابتزاز، وتواصل رفض كل الدعوات والمبادرات لإنهاء الحصار، وتحويل المدينة إلى سجن كبير، مطالبة المجتمع الدولي القيام بمسئولياته القانونية والإنسانية والأخلاقية في التحرك لإنهاء الحصار.
وحمل وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن المعاناة الإنسانية المتفاقمة لملايين المدنيين في محافظة تعز، وما يتعرضون له من مخاطر وما يتكبدونه من خسائر يومية جراء استمرارها في قطع الطرق الرئيسية الرابطة بين المحافظة وباقي المحافظات، وبين مديرياتها، ودفعهم للبحث عن خطوط بديلة غير آمنة.
وأوضح الإرياني، أن جماعة الحوثي تواصل رفض كل الدعوات والمبادرات لإنهاء الحصار عن محافظة تعز، وتحويل أكبر محافظة من ناحية الكثافة البشرية لسجن كبير، واستخدام هذا الملف الإنساني ورقة سياسية للتفاوض والابتزاز، وإخضاعها للمساومة السياسية في جريمة حرب وجريمة مرتكبة ضد الإنسانية، حسبما صرح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
وأشار الإرياني إلى آخر الحوادث الناتجة عن حصار تعز نتيجة جرف سيول الأمطار عدداً من السيارات الخاصة وشاحنات نقل البضائع في «سائلة» مديرية حيفان جنوب محافظة تعز، وهي طريق بديل يربط بين المحافظة ومحافظة عدن، واضطرار مئات المسافرين للبقاء عالقين على حواف الأودية بالضباب الواصل إلى وادي معادن، في مديرية طور الباحة.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بالقيام بمسئولياتهم القانونية والإنسانية والأخلاقية في التحرك لإنهاء الحصار الظالم الذي تفرضه جماعة الحوثي على محافظة تعز فوراً ودون أي تأخير، وملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء من قيادات الجماعة في المحاكم الدولية، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
ومنذ نحو 9 سنوات فرضت جماعة الحوثي حصاراً خانقاً على مدينة تعز، المدينة الأكثر كثافة سكانية في اليمن بعد أن أغلقت طريق «الحوبان - عدن»، وهي الطريق الرئيسية للإمدادات والسفر، ما جعل السكان والتجار يلجأون إلى طريق وعرة ومتهالكة، كما هو الحال مع طريق «هيجة العبد» من الناحية الجنوبية للمدينة.
في سياق آخر، أعلنت البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة «أونمها»، أمس، مقتل وإصابة 10 مدنيين في محافظة الحديدة «غربي اليمن»، جراء الألغام الأرضية والمتفجرات، خلال مايو الماضي. وقالت في تقرير لها «خلال شهر مايو 2023، سجلت بعثة أونمها 10 ضحايا في صفوف المدنيين في الحديدة جراء الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، ما يشكل انخفاضاً بنسبة 68% مقارنة بشهر مايو 2022، وبنسبة 23% عن الشهر السابق 2023م».
وبحسب التقرير، فإن 4 مدنيين سقطوا قتلى، فيما أصيب 6 آخرون، خلال مايو الفائت، وسجلت الحوادث بشكل رئيسي في مديريات «الدريهمي، بيت الفقيه، التحيتا».
وكانت البعثة أعلنت مقتل 6 مدنيين وإصابة 7 آخرين خلال أبريل الماضي، جراء الألغام ومخلفات الحرب. وتسببت تلك الألغام بمقتل وإصابة آلاف المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لاتزال مناطق واسعة ملوثة وتشكل تهديداً للمواطنين لسنوات قادمة، وفقاً للتقارير الحكومية والحقوقية.
وتعتبر جماعة الحوثي هي الجهة الوحيدة المتورطة في زراعة الألغام في اليمن، وبحسب تقارير رسمية وحقوقية، فقد زرع الحوثي أكثر من مليوني لغم مختلفة الأشكال والأحجام في مناطق شاسعة باليمن