قال شهود اليوم، الأحد، إن العاصمة السودانية الخرطوم، تشهد هدوءاً في الساعات الأولى من دخول الهدنة التي أعلنتها السعودية والولايات المتحدة، في وقت سابق، حيز التنفيذ.
وبحسب الشهود فإن الخرطوم لم تشهد اشتباكات قبل دخول الهدنة، كما كان يحدث عند إعلان الهدنة سابقاً.
وبموجب ما أعلنته الخارجية السعودية، فإن الهدنة الإنسانية التي تستمر لمدة 3 أيام، بدأت في السادسة صباحاً بتوقيت الخرطوم (4 بتوقيت جرينتش).
وتستمر الهدنة الإنسانية الجديدة، التي أعلن طرفا النزاع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع التزامهما بها، حتى 21 يونيو الجاري، في ظل مراقبة أميركية عبر الأقمار الصناعية، لمدى التزام الطرفين بها.
وأعلنت السعودية والولايات المتحدة، في وقت سابق، السبت، اتفاق ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد، لمدة 72 ساعة، اعتباراً من 18 إلى 21 يونيو الجاري، على أن تبدأ الهدنة في 6 صباحاً بتوقيت الخرطوم (4 صباحاً بتوقيت جرينتش).
وقالت الخارجية السعودية، إن "الطرفين اتفقا على أنهما خلال فترة وقف إطلاق النار سيمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية، أو الطائرات المسيّرة، أو القصف المدفعي، أو تعزيز المواقع، أو إعادة إمداد القوات، أو الامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار".
كما اتفق الجانبان على السماح بحرية الحركة، وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان.
وتعرّضت أحياء في جنوب العاصمة السودانيّة الخرطوم، السبت، لقصف جوّي أدّى إلى سقوط ضحايا مدنيّين مع تواصل المعارك بين الجيش وقوّات الدعم السريع، في وقت تدفع أعمال العنف في دارفور المئات إلى عبور الحدود نحو تشاد.
مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية ويُعقد، الاثنين المقبل، في جنيف، مؤتمر دولي لدعم الاستجابة الإنسانيّة للسودان ترأسه بشكل مشترك السعودية وقطر ومصر وألمانيا والاتحاد الأوروبي وعدد من وكالات الأمم المتحدة.
ومنذ بدء المعارك في 15 أبريل الماضي، لم يحقّق أي من الطرفين تقدماً ميدانياً ملحوظاً على حساب الآخر في العاصمة الخرطوم.
وتختلف التكتيكات العسكريّة للطرفين، إذ يعتمد الجيش على الطيران والمدفعية والمدرعات، بينما ترتكز عمليّات الدعم السريع على تحرك مسلحين وعربات مزودة برشاشات ثقيلة.
وتتواصل أعمال العنف بشكل شبه يومي في الخرطوم، التي كان عدد سكّانها يتجاوز 5 ملايين نسمة، إلا أنّ مئات الآلاف غادروها منذ بدء النزاع، في ظلّ نقص المواد الغذائيّة وتراجع الخدمات الأساسيّة خصوصا الكهرباء والعناية الصحّية.
وتسبّب النزاع في مصرع أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أنّ الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.
كذلك، تسبّبت المعارك في نزوح أكثر من 2.2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفاً منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات المنظّمة الدوليّة للهجرة.
وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور حيث تتخوّف الأمم المتحدة من وقوع انتهاكات قد ترقى إلى "جرائم ضدّ الإنسانيّة"، خصوصاً في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.
وأشارت منظّمة "أطبّاء بلا حدود" إلى أنّ زهاء 6 آلاف شخص فرّوا من الجنينة خلال الأيّام القليلة الماضية فقط، مع "تصاعد أعمال العنف" في دارفور.