فشلت مليشيات الحوثي في تركيع الجنوب عسكريا وسياسيا فلجأت لمخططاتها الخبيثة وهذه المرة عبر استثمار ملف الأسرى في محاولة لشق صفهم.
وعمدت مليشيات الحوثي لاستثمار ورقة الأسير العسكري المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 اللواء فيصل رجب والذي وقع في الأسر عام 2015 لدى تقدمه الصفوف الأمامية لقتال المليشيات وذلك من أجل أحياء الصراع المناطقي في الجنوب.
وبدلا من إطلاق سراحه امتثالا للقرار الأممي، إلا أن المليشيات سعت لاستثمار قضيته سياسيا عبر ما يسمى "تشكيل وفد قبلي من محافظة أبين للتوسط في الإفراج عنه" وذلك بعد 9 سنوات من تغيبه قسريا وعدم السماح له بإجراء أي اتصال سوى مرتين وبعد وساطة عمانية.
وأثار ما يسمى بـ"الوفد القبلي من محافظة أبين" والذي وصل إلى صنعاء، الثلاثاء، جدلاً واسعاً حول توقيت الزيارة خصوصا وأن تأكيدات من الفريق التفاوضي لدى الحكومة المعترف بها قالت إن رجب ضمن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى المتوقع تنفيذها في مايو/أيار المقبل.
وقالت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، إن "القيادي القبلي الموالي للإخوان والحوثي علي سالم الحريزي هو من تولى التنسيق لما يسمى بـ"الوفد القبلي" والذي يترأسه الزعيم القبلي "سالم الجنيدي" ذو صلة القرابة بـ"صالح الجنيدي"، الذي عينته المليشيات محافظا لأبين.
وجاءت زيارة ما يسمى بـ"الوفد القبلي" إلى مناطق المليشيات في ظل تسريبات حوثية بقرب إطلاق سراح فيصل رجب بزعم تخلي الحكومة المعترف بها دوليا عنه وهي أكاذيب حوثية تسعى لترويجها وتستهدف بشكل رئيسي المجلس الانتقالي باعتباره القوى الجنوبية الحية التي ترفض ابتزازات المليشيات.
ورقة سياسية وتسعى المليشيات لتحويل قضية فيصل رجب إلى ورقة سياسية لاستثمارها لتغذية صراع جنوبي - جنوبي وذلك بعد مشاهدة المليشيات تقاطر عشرات الوفود لزيارة وتهنئة وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي والذي أطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى في شهر رمضان.
واعتبر خبراء يمنيون زيارة الوفد القبلي إلى صنعاء بزعم التوسط لإطلاق سراح فيصل رجب يعد تجاوزا خطيرا واعترافا بمليشيات الحوثي كسلطة أمر واقع في وقت يسعى فيه البعض لاستهداف الجنوب والبحث عن موطئ قدم فيه.
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد بكران إن مليشيات الحوثي تسعى لتوظيف ملف اللواء الأسير فيصل رجب سياسياً لتدفع الجنوبيين للصراع ومهاجمة أبين ورجالها الذين أذاقوه العذاب"، محذرا من مغبة ذلك.
وأشار في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن "استخدام الكهنوتي عبدالملك الحوثي لملف الأسير فيصل رجب استخدام سياسي قذر يهدف لتغذية الصراع الجنوبي - الجنوبي بعد أن رسمت عملية الإفراج عن الصبيحي وناصر منصور والأسرى الجنوبيين من كل المناطق لوحة جنوبية جميلة".
وأوضح أن "ملف الأسرى هو ملف إنساني ووافق عبدالملك الحوثي ووافقت كذلك الشرعية على أن يظل في الإطار الإنساني لا السياسي، لكن هذا الطاغية لا يقوم على اتفاق ولا يعرف الإنسانية واليوم يستخدم أحد الأسرى المتفق على وجودهم ضمن الملف الإنساني كورقة سياسية خبيثة ومكشوفة".
أبين خاصرة الجنوب وبالتزامن مع ذلك، وجه المجلس الانتقالي الجنوبي رسائل حاسمة بخصوص دور محافظة أبين كخاصرة للجنوب وفشل مليشيات الحوثي في دق إسفين بين أبناء الجنوب الواحد.
وأشاد رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي، بالأدوار النضالية لأبناء أبين وبما قدموه من تضحيات لدعم القوات الجنوبية، وجهودها لترسيخ الأمن والاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية التي لا تريد لأبين وأهلها الخير.
وأكد الزبيدي خلال لقائه بكتلة أبين في المجلس الانتقالي أن "أبين لم تكن يوما حاضنة، للإرهاب، بل إن أبناءها ومحافظتهم، هم أول من اكتووا بناره، مشددا على أن محاولات تحويل المحافظة إلى بؤرة إرهاب من قبل العناصر المُتطرفة المُغرر بها، سيقف لها لجميع بالمرصاد وفي مقدمتهم أبناء المحافظة الأبطال.
وأشار إلى ما تمثله أبين من ثقل سياسي، واقتصادي، وعسكري، باعتبارها خاصرة الجنوب وعمقه الجغرافي.
من جهته، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر" إن "أبين بساحلها وجبلها وبدلتاها ستبقى رمانة الميزان للجنوب ، هي همزة الوصل بين غرب الجنوب وشرقه".
وأشار إلى أن أبناء أبين "سال دمهم دفاعا عن الجنوب في كل أراضيه"، لافتا إلى أن "أعظم شيء في أبين هو أهلها، كما هو الحال في كل أرض جنوبية، أهلها هم أعظم ما فيها.
ونبه إلى اقتران عدن بأبين وأنه لا تميز عدن إلا بها فيقال (عدن أبين )، مشيرا إلى أن "من يريد أن يدق إسفيناً بين أبناء الجنوب سيبوء بالخيبة"، في إشارة لمخططات مليشيات الحوثي والإخوان.