لم تكن دعوة رئيس وزراء اليمن المُقال خالد بحاح – العائد منذ بضعة أيام من رحلاته المكوكية بين الدول الأوروبية والعربية – بالوقوف مع القوات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى، التي يطالب بناء حضرموت منذ سنوات بإخراجها من الوادي واستبدالها بقوات من أبناء المحافظة إلا البداية لإزاحة الستار عن المشاريع المشبوهة التي يحملها والتي عاد في الأصل لتنفيذها بغية تحقيق أهداف وغايات يتوهم الرجل بأنه قد حصل على الضوء الأخضر لتحقيقها على أمل عودته لسدة الحكم وتولي منصب رفيع أثبت قبل سنوات فشله الذريع في تحقيق أي إنجازات أو نجاحات تذكر.
يحاول الرجل منذ عودته قبل أيام تقمص دور الزاهد العابد المحب لبلده حد الثمالة حيث لم يرعوِ وهو يخاطب عامة الناس في حضرموت بأنه “الناصح الأمين” لهم وأن عليهم الوقوف مع قوات المنطقة العسكرية الأولى التي سبق وأن وصفها بأنها قوات احتلال ويجب إخراجها.
رجل التناقضات – كما يحلو للبعض تسميته – ذهب إلى أبعد من الدفاع عن القوات التي أسهبت في قتل وتعذيب أبناء جلدته في وادي حضرموت للترويج لمشاريع اليمننة التي يرفضها أبناء الجنوب ويعتبرونها خيانة لدماء الشهداء والجرحى التي سالت في محراب الحرية والعزة والكرامة، بل ذهب كذلك لوصف القوات الجنوبية بالمليشيات، متناسيًا للتضحيات والانتصارات التي حققتها تلك القوات والتي لولاها لما عاد إلى حضرموت ولما استطاع أن يتجول في مدنها ومناطقها ويلتقط الصور التذكارية في أحيائها العتيقة.
يعتقد بحاح – بحسب مراقبين – بأن لديه القدرة على إثناء أبناء حضرموت وتخليهم عن مطالبهم التي تأتي في مقدمتها إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، كما يعتقد الرجل – ذو السبعين عاما – بأنه المنقذ لجماعة الإخوان ولنظام أوشك على الزوال من خلال تقديمه للبديل الذي عفى عليه الزمن مقابل وعود تلقاها من بعض الأطراف لإعادة توليه مهام الحكومة اليمنية خلفا لرئيس الحكومة الحالي د. معين عبدالملك.
أبناء حضرموت ومعهم أبناء الجنوب كافة شبّوا عن الطوق ولم تعد تلك المؤامرات والمشاريع تنطلي عليهم، ويبدو بأن بحاح قد تأخر كثيرا وجاء بعد أن فشل الكثير ممن سبقوه الذين جاءوا حاملين لهذه المشاريع وعادوا بخفي حنين يجرون أذيال الهزيمة والخزي والانكسار.