يبرم ثلاثي الشر في اليمن "الحوثي- القاعدة- الإخوان" صفقات تبادل أسرى فيما بينهم، وهو ما يؤكد حقيقة المصالح المشتركة وعلاقة التخادم وتبادل المنفعة بين هذه الأطراف التي تجنح للعنف والتطرف.
خلال الأيام الماضية، أبرمت قيادات عسكرية موالية لتنظيم الإخوان المسلمين في محافظة تعز، صفقة تبادل أسرى غير معلنة مع ميليشيات الحوثي، بعد نحو أسبوعين فقط من إبرام الميليشيات الحوثية صفقة مماثلة مع تنظيم القاعدة الإرهابي.
وبحسب مصادر عسكرية في تعز، فإن عملية تبادل أسرى جرت بنجاح بين قيادات عسكرية من محور تعز الموالي للإخوان، وأخرى من ميليشيات الحوثي. وجاء نجاح الصفقة إثر وساطة قادتها شخصيات إخوانية لها علاقة وطيدة مع الحوثيين، وأفضت تلك العلاقة لإطلاق سراح عدد من أسرى الميليشيات الحوثية ممن تم القبض عليهم في معارك سابقة مع قوات محور تعز، وفي المقابل تم إطلاق سراح عناصر مسلحة موالية للإخوان كانت محتجزة في سجون الحوثي.
إتمام الصفقتين بين الحوثيين والقاعدة والإخوان جاءت في وقت يشهد ملف تبادل الأسرى والمعتقلين الذي ترعاه الأمم المتحدة بين الميليشيات الحوثية والحكومة الشرعية جمودا كبيرا في ظل العراقيل والتعنت المستمر من قبل وفود الحوثيين المشاركة في الاجتماعات واللقاءات الخاصة بهذا الملف الإنساني.
أوضحت مصادر في لجنة التفاوض الحكومية في ملف الأسرى والمعتقلين، أن ما يجري من إبرام صفقات بين قيادات الجيش والحوثيين ليس للجنة علم بأي منها أو بالأعداد التي يجري تبادلها. مشيرة إلى أن وساطات في حزب الإصلاح وقيادات مقربة من الحوثيين هي من تقوم بهذه الصفقات المبهمة وغير المعلنة.
تنظيم القاعدة وعبر جناحه المعروف بـ"أنصار الشريعة" أقر مؤخرا في بيان صادر عنه أواخر فبراير الماضي، بإجراء صفقة تبادل أسرى مع الحوثيين، متعهدا بالسعي لإطلاق جميع عناصره في السجون بموجب التعاون المشترك بين الطرفين.
للتعاون.
وأضاف. إن وسائل الإعلام المرتبطة بهذه المجموعات تعمل معًا للتحريض على العنف وتبرير هذه الجرائم وإخفائها.
بحسب المعلومات الأمنية، فإن مليشيات الحوثي استغلت سيطرتها على سجن الأمن القومي وسجن الأمن السياسي في صنعاء ومحافظات يمنية أخرى في إطلاق أكثر من 70%، من عناصر القاعدة، في صفقات تبادل سرية أبرمت بشكل متباعد خلال الفترة ما بين 2016 و2022.