تركت أزمة الغاز المستمرة في مدن ساحل حضرموت، المواطنين يكافحون من أجل الوصول إلى إحدى الضروريات الأساسية لحياتهم اليومية.
و مع نقص اسطوانات الغاز ، يضطر العديد من الأسر إلى اللجوء إلى مصادر بديلة للوقود ، مثل الخشب والفحم النباتي، مما قد يضر على صحة من يستخدمونها.
*مشهد الطوابير*
تسببت أزمة الغاز في إزعاج كبير للسكان الذين يعتمدون على الغاز للطهي والاحتياجات المنزلية الأخرى، و أصبحت الطوابير الطويلة خارج محلات موردي الغاز مشهدا مألوفا ، حيث ينتظر الكثير من الناس لساعات طويلة لشراء أسطوانة.
علاوة على ذلك، فرض العديد من موردي الغاز سياسات تقنين صارمة ، مما يحد من كمية الغاز التي يمكن للناس الوصول إليها.
يقول المواطن "محمد باجابر" ، ننتظر أسابيع وبعض الاحيان إلى أشهر ليأتينا خبر وصول الغاز إلى حارتنا، وبعدها نقف في طابور طويل لمدة ساعات وأحيانا لمدة يوم كامل ، فمثلاً يشعرنا رئيس الوحدة بأن الطابور يبدأ الساعة الرابعة عصراً والتوزيع يتم الساعة الثامنة بعد صلاة العشاء..
ويضيف.. بعض الأحيان لا يحصل كل من في الطابور على شيء و تنتهي كمية الغاز قبل أن يكتمل الطابور، وهكذا ينتظر خبر وصول دفعة ثانية بعد أسابيع ليلتحق بالطابور في وقت مبكر.
*طبخ بدون غاز*
يقول "أنور باعثمان" وجود الغاز في البيت يعني وجود الوجبات الغذائية الثلاث .. ( فطور .. غذاء .. عشاء )، ولك ان تتخيل عندما يصبح بيت من دون أسطوانة الغاز !!.
ويضيف.. لا أبالغ إذا ما قلت ان وجود الغاز ضرورة حياتية بديهية لا يجب أن ينقطع على الناس او تستغرق وقت ومعاناة كي تتحصل عليه، ولكن في ظل اللاإستقرار الذي نعيشه بسبب حرب عبثية أثرت على حياتنا و برزت أزمة الغاز بصورة متكررة ، لا نعلم تفاصيلها الحقيقية.
ويشير.. طبيعي جدا بأن نلجأ إلى استخدام وسائل أخرى في عملية اشعال نار الطبيخ عندما تطول الازمة ولكنه نادرا ونحاول دائما ان نقلل من استخدام الغاز حتى لا نبحث عن طرق أخرى أكثر صعوبة وبدائية.
*سوق سوداء*
أدت الأزمة إلى ظهور سوق سوداء لأسطوانات الغاز ، والتي شهدت ارتفاعًا حادًا في الأسعار في الأشهر الأخيرة، وجعلت الكثير من الناس يضطرون إلى دفع أسعار باهظة للحصول على أسطوانة واحدة ، بينما لا يستطيع آخرون تحمل التكاليف المبالغ فيها.
في هذا الجانب يقول "باعثمان" صحيح نسمع ان الكميات التي تصل ساحل حضرموت قد لا تكون كافية اضافة الى عدم ضبط طرق التوزيع بحيث يحصل كل مواطن على اسطوانتين في الشهر .. زد الى ذلك ما نسمعه من ظهور سوق سوداء تتلاعب بقيمة الاسطوانة وهذا يندرج ضمن مهام الشركة ذاتها التي لم تكن أمينة في عملية التوزيع .
مضيفاً إلى أن انعدام الغاز سيؤثر على جميع الناس بالتساوي اذا ما وجدت اسرة واطفال ونساء وشيوخ في هذا المنزل او ذاك.
*انتقادات ومطالبات*
تعرضت شركة الغاز للكثير من الانتقادات من قبل النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب طريقة تعاملهم مع الأزمة، و يعتقد الكثير من الناس أنه كان ينبغي القيام بالمزيد لتوقع ومنع نقص الغاز ، وأن على السلطة أن تفعل المزيد لدعم المواطنين خلال هذا الوقت الصعب.
الصحفي عبدالله السقطري يقول أن أزمة الغاز المنزلي في مناطق ساحل حضرموت قضية ملحة تتطلب اهتمامًا فوريًا من السلطة المحلية، و من الضروري أن تبذل الكثير من الجهود لزيادة إمداد اسطوانات الغاز إلى مراكز البيع لمنع استغلال المواطنين من قبل تجار السوق السوداء.
ويطالب السلطة المحلية بالتدخل العاجل لإنهاء هذه الأزمة وملامسة معاناة المواطنين لاسيما انهم مقبلين على شهر رمضان المبارك، منوهاً إلى أن الاسراع في معالجة هذه القضية سيقطع شوطاً في تحسين العلاقة بين المواطن والسلطة، داعياً إلى أن تستمع السلطة إلى مطالبات المواطنين وتتخذ إجراءات عاجلة.
*تشكيل لجنة*
محافظ محافظة حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي أصدر قبل أيام قرارً يحمل رقم (٣٤) ينص على تشكيل لجنة للإشراف والرقابة على منشأة بروم للغاز المنزلي، وتتلخص مهام اللجنة بالرقابة والإشراف على نشاط المنشأة، ووضع المعالجات في الحد من الأزمة وتوفيره للمواطنين بسهولة ويسر.
في حين أن تشكيل لجنة للإشراف والرقابة على منشأة الغاز، خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن لا يزال الكثير من المواطنين متشككين في ما إذا كان هذا القرار سيؤدي في نهاية المطاف إلى حل أزمة الغاز.
ويبقى السؤال: هل ستكون هذه اللجنة قادرة على إحداث فرق حقيقي وإغاثة المواطنين المتأثرين بأزمة الغاز المستمرة؟