أغضب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، الجنوبيين بتصريحاته حول القضية الجنوبية، خلال حواره الصحفي مع جريدة الشرق الأوسط اللندنية الذي نشر في عدد الخميس الماضي.
وجاء في حديث العليمي "نؤمن تماماً بأنها قضية عادلة. والحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب. عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض".
وأضاف، إن معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي، مشيراً إلى وجود ضمانات إقليمية لحل القضية الجنوبية وفقاً لهذا الإعلان، وبالتالي عندما يقال هذا الكلام فهو يشكل ضماناً رئيسياً لحقوق جميع الأطراف.
تصريحات العليمي اعتبرها المجلس الانتقالي الجنوبي غير دقيقة ولا تشير إلى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي.
وأكد المجلس، في تصريح على لسان المتحدث الرسمي باسمه علي الكثيري، أن قضية الجنوب قضية شعب ووطن وهوية ودولة أنتجها فشل الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وحرب احتلال الجنوب في صيف 1994م، وحق شعب الجنوب بدولته كاملة السيادة..
وشدد المجلس الانتقالي الجنوبي على أن نقاش قضية الجنوب لا يقبل الترحيل ولا التأجيل ولن يكون كذلك أبداً، بل إنه محدد في مخرجات مشاورات الرياض بشكل واضح، حيث تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب ضمن أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي لها، وعبره سيحدد ما يطلقون عليه "شكل الدولة" تفاوضيا.
وأعرب المجلس عن استغرابه من عرقلة إصدار قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي تم التوافق عليه وهو المعني بالتفاوض حول شكل الدولة والنظام السياسي للفترة الانتقالية والضمانات المطلوبة، مؤكداً أن المماطلة في تنفيذ الالتزامات الواردة في مخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي تمثل مؤشرات خطيرة لا تخدم مستقبل الشراكة والعملية السياسية برمتها.
نشطاء وسياسيون جنوبيون هم أيضاً أكدوا رفضهم لتصريحات العليمي، واعتبروها غير مسؤولة وانقلابا على مخرجات مشاورات الرياض والشراكة التي تشكل على أساسها مجلس القيادة الرئاسي.
وأطلق النشطاء هاشتاج بوسم #الجنوب_مفتاح_السلام للتأكيد على أن السلام في المنطقة مرتبط بعودة الدولة الجنوبية بحدودها التي كانت قائمة قبل العام 1990م.
وبهذا الصدد طالب الأكاديمي الدكتور عبيد البري بطرح القضية الجنويبة أمام العالم سياسياً وإعلامياً على أنها قضية احتلال الجنوب، لافتاً إلى أنه إذا لم يتم ذلك سيظل الجاني يتحدث عنها باستهانة وازدراء، معتبراً إياها قضية أخطاء تُعرف بـ"القضية الجنوبية" كأي "قضية شمالية" تنتظر حلاً.
أما الصحفي هاني مسهور فقال "بعد القفز غير الموضوعي من المبادرة الخليجية ومروراً بكل المحطات التي حاولت تجاوز القضية الجنوبية آن الأوان للحكمة باعتبار القضية الجنوبية حجر الزاوية بحل الدولتين ومنح الجنوب استحقاقه السياسي الكامل بتسوية تعطي المنطقة استقراراً يدفع بالتنمية والازدهار".
نائب رئيس دائرة الشؤون الخارجية في الانتقالي، أنيس الشرفي، أشار إلى أن تصريحات العليمي تذكره بخطاب عبدالملك الحوثي في أكتوبر 2014 بعد سيطرته على صنعاء، التي عد فيها تصعيد قضية الجنوب مؤامرة خارجية وقال سنحل قضيتكم بالعدل (ما فوق العدل ظلم وما دونه ظلم) فأتبعها باجتياح الجنوب.
وأضاف مخاطباً العليمي "ها أنت تكرر نهج الحوثي وتضع سقف الحل كما تريد أنت لا ما يريد الجنوبيون".
بدوره الباحث السياسي والصحفي صالح أبو عوذل قال إن العليمي قدم خطاباً ناعماً تجاه الحوثيين، مبررا خطابه هذا بانه يأتي منسجماً مع موقف الرياض من الأذرع الإيرانية في صنعاء، منتقداً في سلسلة تغريدات تصريحاته بشأن القضية الجنوبية، وحذر من استمرار الصمت إزاء هذه التصريحات.
فيما قال الصحفي فتاح المحرمي "العليمي وغيره من القوى اليمنية أتت بهم التوافقات، مع أنهم في الأصل لا يملكون قوى فعلية على الأرض، ومناطقهم يحتلها الحوثيون. ومع ذلك يطل العليمي ويظهر نفسه كمتحكم في المشهد السياسي وهو من يفصل مفاوضات الحل الشامل حسب ما يريد. ولهذا عليه أن يعي واقعه ويعلم أن #الجنوب_مفتاح_السلام".
من جانبه انتقد الصحفي السياسي سعيد بكران "فكرة وضع الجنوب واحتياجات الحياة العادية والبسيطة للشعب فيه في رف الانتظار وفريزر التجميد والتأجيل حتى يتمكن رشاد عليمي ومن يدعمه دفع الحوثي للعقل ويصل معه عبدالملك للرشد كما قال رشاد عليمي"، مؤكداً أنها فكرة تافهة ولا إنسانية صنعتها عقول ونفوس متغطرسة متجبرة وجبانة ضعيفة في ذات الوقت.
وأضاف، في تغريدة أخرى، "رشاد عليمي لا يملك حلولاً لمحافظته تعز، لم يتمكن من فتح شارع واحد من شوارع عاصمة المحافظة التي ينتمي لها وربما هو ممنوع من الوصول لقريته ومسقط رأسه في الحجرية"، لافتاً إلى أن التحايل على القضية الوطنية الجنوبية كبير عليه، وأن التهرب والخداع سيسقطه كما سقط الذين من قبله وكانوا أشد وأقوى منه.