أعادت حادثة إفشال تهريب محركات لطائرات مُسيرة في منفذ شحن بمحافظة المهرة، التذكير بعمليات تهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي الإرهابية عبر المناطق المحررة ودور جماعة الإخوان فيها.
وضبطت القوات المتمركزة في منفذ شحن، الأحد، شحنة مدخلات وقطع طائرات مسيّرة مهربة عبر سلطنة عمان، تضم 25 صندوقا مموها تحتوي على 100 محرك خاص بالطائرات المسيّرة.
مصادر إعلامية كشفت بأن الشحنة تضم عدة حاويات وتعود إلى تاجر من أبناء المهرة وصلت إلى المنفذ الشهر الماضي وتضم أيضا معدات اتصالات، وقد جرت محاولات طيلة الفترة الماضية لنافذين لإخراجها من المنفذ دون إخضاعها للتفتيش.
في حين كشف الناشط صالح الحنشي، عن أن حاويات ضمن هذه الشحنة جرى إخراجها من المنفذ أواخر الشهر الماضي تحت مزاعم أنها "محركات لدرجات نارية"، وتم ضبطها لاحقاً في نقطة أمنية بوادي حضرموت.
وأعلنت الأجهزة الأمنية بوادي حضرموت في الـ30 من ديسمبر الماضي عن ضبط إحدى النقاط الأمنية بمدينة شبام لشاحنتين محملتين بمواد عسكرية وطيران مُسيّر واسلحة نوعية كانت في طريقها لمليشيات الحوثي، بعد أن مرت من النقاط التابعة للمنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان، دون تفتيش.
هذه الحوادث تعيد تسليط الضوء على عمليات التهريب النشطة بالمحافظات الشرقية لنقل الأسلحة الإيرانية القادمة من عُمان عبر محافظة المهرة مروراً بمديريات وادي حضرموت ومنها نحو مأرب والجوف، لتصل إلى مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
خارطة تهريب تمر جميعها عبر المناطق التي تنتشر فيها قوات عسكرية وأمنية خاضعة لسيطرة جماعة الإخوان، وهو ما يفسر المعركة المفتوحة التي تخوضها الجماعة لحماية نفوذها في هذه المناطق، وتسارع لمهاجمة أي خطوة تستهدف ذلك.
حيث هاجم إعلام الإخوان وقيادات في ما تسمى بـ"لجنة الاعتصام السلمي" المدعومة من مسقط، القرار الأخير الذي أصدره رئيس مجلس القيادة الرئاسي بتشكيل قطاع عسكري جديد في شحن، وإلحاقه القطاع بمحور الغيضة الذي يقوده اللواء محسن مرصع، قائد محور الغيضة - قائد الشرطة العسكرية بالمحافظة.
قرار يراه المراقبون بأنه خطوة من المجلس الرئاسي وبدعم من قبل التحالف العربي لمكافحة عمليات تهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي عبر محافظة المهرة، من خلال خلق تشكيلات عسكرية تتولى ذلك ولا تخضع لسيطرة الإخوان.
وفي رسالة واضحة تؤكد ذلك، التقى وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، الأربعاء، في العاصمة عدن، بقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء ركن فايز التميمي، وقائد محور الغيضة - قائد الشرطة العسكرية بمحافظة المهرة اللواء الركن محسن مرصع.
وفي اللقاء أشاد وزير الدفاع بتمكن القوات العسكرية والأمنية في محافظة المهرة من ضبط عدد من شحنات الأسلحة وقطع الطائرات المسيرة المهربة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.
لقاء وزير الدفاع بقائد المنطقة العسكرية الثانية وقائد محور الغيضة وتجاهل قيادة المنطقة العسكرية الأولى، يوحي باتهام مبطن نحوها بتورطها في عمليات تهريب الأسلحة لمليشيات الحوثي، ما يعزز من قوة مطالب أبناء وادي حضرموت بإخراجها من مناطقهم نحو جبهات القتال تنفيذاً لاتفاق الرياض.
مطلب ترفضه بشدة جماعة الإخوان التي ترى في إخراج قوات المنطقة انتهاءً رسمياً لنفوذها بوادي حضرموت ونزع يدها عن حقول النفط وما تجنيه هذه القوات من مبالغ مالية ضخمة تحت بند حماية شركات الإنتاج، كما يعني خسارتها للأموال التي تجنيها من تسهيل عمليات تهريب الأسلحة والممنوعات.
وبذات الشدة ترفض الجماعة أي تغيير إداري أو عسكري أو أمني في مأرب التي تحولت إلى ما يشبه "دويلة" خاصة بها لا سلطة للمجلس الرئاسي أو الحكومة عليها، يضاف له التمرد الأخير المستمر منذ 3 أشهر ضد قرار تعيين اللواء/ حسين العواضي محافظاً للجوف بدلاً للإخواني/ أمين العكيمي.