أصدرت هيئات حزب رابطة الجنوب العربي الحر بيانًا رافضًا للقرارات الوزارية الأخيرة بشأن رفع أسعار المشتقات النفطية والاقتصادية والتي جاءت تحت مسمى "إصلاح وتعديل" .
فيما يلي البيان الصادر عن هيئات حزب رابطة الجنوب العربي الحر، والذي جاء فيه على النحو الآتي:-
بسم الله الرحمن الرحيم (بيان هام) وقفت هيئات حزب رابطة الجنوب العربي الحر(الرابطة) أمام الأوضاع المتردية والانهيار في الحالة المعيشية للشعب الذي وصل به الحال إلى المجاعة بسبب فساد وفشل الأنظمة والمنظومة الحاكمة التي سيطرت على الوطن بما فيها الحكومة الحالية وبكافة أعضائها، والتي ساهمت في تشكيل هذه الحالة المروعة بسبب الفساد ونهب المال العام وسوء استخدام السلطة، وتسليم مقاليد الحكم إلى عناصر تفتقر إلى الكفاءة ولا تستحق الثقة لتحمّل مسؤولية إدارة شؤون العباد والبلاد فجعلت البلاد (ملكية خاصة) للفاسدين وأقاربهم وتمنحهم الهبات والعطايا وحتى المنح الدراسية والوظائف في الداخل والسفارات للمقربين وأبنائهم وتصرف لهم ملايين الدولارات من أموال الشعب وبدون وجه حق.
ويعلن حزب الرابطة رفضه كافة المعالجات التي أقدمت عليها حكومة الفشل لأن تلك المعالجات لا تقدّم حلولاً جذرية دائمة لمسببات التدهور في معيشة الناس ومنها رفع سعر الدولار الجمركي الذي سيؤدي إلى مضاعفة الأسعار في ظل انعدام مظلة أمان للمواطن تعينه وتؤمّن له الحد الضروري لحياة مستقرة لا جوع ولا مرض ولا فقر فيها خاصة وأن لا انتظام في دفع رواتب الناس والتي تناقصت قوتها الشرائية بسبب السياسة النقدية للدولة حيث أصبح الحد الأدنى للأجور ما دون ٤٠ دولاراً بالشهر وأصبح الشعب لا يستطيع شراء لقمة العيش، ووصل الحال إلى انتشار المجاعة، وانعدام الخدمات ومنها انقطاع الكهرباء والمياه ومعظم الخدمات الضرورية.
ندرك ونعلم في حزب الرابطة بأن هناك ارتفاع في أسعار المواد والخدمات بسبب الحرب الروسية الاوكرانية وندرك تداعياتها على العالم، ولكن ما يحصل في بلادنا من آثار أكبر وأخطر بسبب سياسات الدولة الخاطئة بل الفاشلة اقتصادياً وتنموياً ناهيك عن الفساد المستشري في مفاصل الدولة ونهب المال العام قد نالت جميعها من معيشة شعبنا وهذه المصيبة الكبرى التي أوصلت معظم الشعب إلى ما دون خط الفقر.
أمام هذه الأوضاع المزرية والتي تهدد الحياة والسلم الاجتماعي فإن حزب الرابطة يحذر الحكومة والمجلس القيادي الرئاسي من مخاطر انهيار شامل وثورة شعبية جارفة وقد تتخللها فوضى لا يحمد عقباها.
ويطالب حزب الرابطة بالتخلص من كل الفاسدين والقيام بمعالجات جادة وعاجلة لإنقاذ الشعب من المجاعة وتوفير الخدمات والتخلص من كل أدوات الفساد وإلغاء كل قرارات التعيينات والتوظيف ومنح الدرجات غير المشروعة ولا القانونية والمخالفة للأنظمة واللوائح حيث أصبح هناك تضخم وظيفي بسبب الآلاف من الألقاب الوظيفية من وكلاء ومساعدين ومستشارين ودرجات عليا لأجل منحهم الرواتب بالعملات الصعبة وبدون حاجة لهم ومعظمهم لا يمارس أي مهام.
كما يطالب حزب الرابطة إيقاف العبث والفوضى التي طالت أراضي الدولة والجمعيات الزراعية والسكنية وممتلكات الناس الخاصة من قِبَل الناهبين والذين تحميهم قوات وشخصيات محسوبة على السلطات وأجهزتها الأمنية والعسكرية.
مشكلتنا في الجنوب العربي لا تقتصر على رواتب وخدمات كهرباء ومياه وأزمة وقود وغاز وصحة وتربية وعدم تشغيل مصفاة عدن ومحاولات بيعها ونهب خزاناتها وعدم تسديد الضرائب والإيجارات المستحقة، ولكن المشكلة والمصيبة تكمن في الاستهداف المتعمد لتدمير الحياة والنهوض في الجنوب العربي واستهداف مقدراته ونهب ثرواته وقضيته الوطنية ومنعه من تحقيق تطلعاته في التحرير والاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي الفيدرالية كاملة السيادة على كامل التراب الوطني المتعارف عليه دولياً قبل 21 مايو 1990م وهذا لن يسمح به شعبنا وثورتنا ومقاومتنا الجنوبية الوطنية وسيتم مواجهته وبقوة ومصيره الفشل والهزيمة.
وختاماً نناشد جميع الوزراء الجنوبيين وعلى وجه الخصوص ممثلي المجلس الانتقالي تقديم استقالاتهم احتجاجاً على تردي أحوال البلاد طالما لا يملكون السلطة لوقف التدهور المعيشي للناس.
كما ندعو كافة القوى الوطنية وجماهير الشعب في الجنوب العربي إلى مواجهة عبث الحكومة ونقول لهم بأن حياة الناس وكرامتهم وحقهم في العيش الكريم خط أحمر وجب حمايته ولن يكون حزب الرابطة إلا مع الشعب وقضاياه وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة الكفيلة بتحقيق كافة تطلعاته الوطنية، والتي ستحقق مصالح الجميع في المنطقة وتوفر الأمن القومي للجزيرة العربية وتكافح الإرهاب وتؤمّن الملاحة البحرية ورافداً إيجابياً يؤمّن المصالح ويقيم العلاقات وحسن الجوار وعمق استراتيجي للتحالف وللوطن العربي والعالم، بتوفيق الله.