جددت الاتهامات التي وجّهها مسؤول تركي لتنظيم «الإخوان» حول «تسلل الجماعات (الإرهابية) إليه، وبخاصة (داعش) الإرهابي»، حديثاً سابقاً لمسؤولين مصريين حول «علاقة (الإخوان) و(داعش)». وتصنف السلطات المصرية «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً».
وتحدث وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، في وقت سابق، عن «ارتباط (الإخوان) بـ(داعش)». وقال إن «(الإخوان) يسير على خطى (داعش) في العنف والإرهاب». كما أشار مفتي مصر، شوقي علام، إلى «خروج (داعش) وحركة (حسم) من رحم (الإخوان)».
وأخيراً ذكر نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، سردار تشام، أن «(الإخوان) تعرض لانشقاقات واختراقات، وتسللت الجماعات الإرهابية إلى تنظيم (الإخوان)، وبخاصة (داعش)».
الباحث المصري في شؤون الحركات الإسلامية، عمرو عبد المنعم، أرجع تكرار أحاديث الارتباط بين «الإخوان» و«داعش»، إلى «وجود ترجيحات عن تواصل عدد من شباب (الإخوان) في تركيا مع عناصر من (داعش) في سوريا، وبعضهم تلقى تدريبات في (داعش)». ووفق عبد المنعم، فإنه «سبق أن نبهت السلطات التركية على عناصر (الإخوان) في إسطنبول بعدم السفر إلى سوريا والتواصل مع الدواعش».
ويرى عبد المنعم أن «(تنظيمات الإرهاب) تعد سيد قطب (مُنظّر الإخوان) مثلاً أعلى ونموذجاً يحتذى به».
وسبق أن أكد يوسف القرضاوي (الذي كان يُوصف بالأب الروحي لـ«الإخوان»)، أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم (داعش) الأسبق، كان من المنتمين لـ«الإخوان».
وما زالت مصافحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، على هامش افتتاح بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر، في أول لقاء بينهما منذ عام 2013، تُثير المخاوف بين عناصر التنظيم في إسطنبول، من تطور العلاقات بين مصر وتركيا، والترجيح باحتمالية «ترحيل عناصر إخوانية في تركيا صادر بحقها أحكام قضائية (غيابياً) في مصر».
وكان الرئيس التركي قد لفت إلى أنه «تحدث مع السيسي لنحو من 30 إلى 45 دقيقة في ذلك اللقاء على هامش بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر». وأضاف: «ركزنا المحادثات مع السيسي هناك، وقلنا لنتبادل الآن زيارات الوزراء على مستوى منخفض. بعد ذلك، دعونا نوسع نطاق هذه المحادثات».
عقب ذلك نوّه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى أن بلاده ومصر «قد تستأنفان العلاقات الدبلوماسية الكاملة وتعيدان تعيين سفيرين في الأشهر المقبلة». وقال للصحافيين في أنقرة، الاثنين الماضي، إن البلدين «قد يستأنفان المشاورات الدبلوماسية بقيادة نائبي وزيري الخارجية في إطار عملية التطبيع قريباً». وأجرى البلدان مباحثات وُصفت بـ«الاستكشافية» العام الماضي برئاسة مساعدي وزيري الخارجية في البلدين.
واتخذت أنقرة خلال الأشهر الماضية، خطوات وصفتها القاهرة بـ«الإيجابية»، وتعلقت بوقف أنشطة «الإخوان» الإعلامية والسياسية «التحريضية» في أراضيها، ومنعت إعلاميين تابعين للتنظيم من انتقاد مصر. واحتجزت السلطات التركية في وقت سابق، إعلاميين موالين لـ«الإخوان»، وأبلغتهم بالالتزام بالتعليمات التركية وعدم التحريض ضد مصر.
إلى ذلك، ما زال صراع منصب القائم بأعمال مرشد «الإخوان» مستعراً بين «إخوان الخارج»، عقب تعيين «جبهة إسطنبول» محمود حسين في المنصب، رغم إعلان «مجموعة لندن» أن القائم بأعمال المرشد خلفاً لإبراهيم منير، بشكل «مؤقت»، هو محيي الدين الزايط.
التطور الأخير قد شهد قبله تطورات أخرى طوال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير بحل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وشكّل «هيئة عليا» بديلة عن مكتب إرشاد «الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن» لـ«مجلس شورى جديد»، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة ومحمود حسين من مناصبهم… و«شورى لندن» تم تشكيله عقب الخلافات مع «جبهة إسطنبول» بسبب قيام «مجلس شورى إسطنبول» بتشكيل «لجنة للقيام بأعمال المرشد» بقيادة مصطفى طُلبة، وعزل إبراهيم منير من منصبه، إلا أن «جبهة لندن» عزلت طُلبة، معلنة «عدم اعترافها بقرارات (جبهة إسطنبول)».
وظهرت أخيراً جبهة متصارعة على قيادة «الإخوان»، أطلقت على نفسها «تيار الكماليين»، الذي أسسه في السابق محمد كمال، وهو مؤسس الجناح المسلح لـ«الإخوان» ولجانه النوعية، وقُتل في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016.