عندما يكون الحديث عن الأمة المهرية فان كافة الجوارح تعمل بطاقتها القصوى وتتلذذ في التّذوق من رحيق التاريخ المجيد وتتباهى بهامات ومقامات ابناء واحفاد مهري بن حيدان بن قضاعة.
يقول المثل : " ان تأتي متأخراً خير من ان لا تأتي أبداً " لقد أخذت الأُمَّة المهرية مكانتها العزيزة اللائقة بها في كافة المحافل في كافة العصور والأزمنة بكل أحداثها ومجرياتها ، فقد كانت الأمة المهرية قبل الاسلام أُمَّة تحكمها قوانين ومبادئ وقيم العروبة الأصيلة ومواثيق الشرف الانسانية وعقلية المنطق فقد كانت محافظة على أفرادها دينياً بعدم عبادة الأوثان والأصنام وعدم الخروج عن الفطرة وعدم سلك ما ينافي الأخلاق واحترام خصوصيات الاخرين وما لا تقبله النفس السوية .
قد ارسلت وفودها الى نبي الله المرسل بالهدى ودين الحق لتعتنق الاسلام منهج الدنيا والاخرة بل وقدمت قادة ابطال ليشاركوا في الفتوحات الاسلامية مع النبي(ص) والصحابة والتابعين ليضعوا البسمة المهرية في كافة ساحات الجهاد وبلاد الاسلام بالخير والهدى فكانوا خير من شارك واكتسبوا الاحترام والتقدير في زيادة اسهم الغنائم عن غيرهم وكان كل مهري يستشهد لا تكون إصابته من الخلف بل من الامام لأنهم لا يولون الأدبار اذا حمي الوطيس واشتد القتال وتعالت الأصوات وكانت الأمة المهرية منضبطة في أفرادها سياسياً بعدم الخروج عن الشيوخ والعقلاء وأهل الحل والمشورة ، لقد قدمت الأمة المهرية للعالم علماء في علوم كثيرة وائمة في العلوم الدينية يجدهم من أراد البحث عنهم في سجلات التاريخ ومفاخر الامم.
ان الأمة المهرية أُمَّة عظيمة وُجِدت في زمن مليء بالصراعات وقانون البقاء للأقوى فأثبتت الأمة المهرية وجودها على مر عصور غابرة حتى توجت ذلك الجهد والصمود وتلك العزة والإباء بقيام دولة مهرية معترف بها دولياً وتعاملت مع الدول الكبرى وفق المواثيق الدولية والبروتوكولات العالمية ووقعت المعاهدات واصدرت الجوازات ووثقت خارطتها في الخارطة العالمية. اليوم تتوزع الأمة المهرية في اغلب دول العالم في كافة دول الجزيرة العربية والشام والعراق ودوّل شمال افريقيا وافريقيا الوسطى وكينيا ومالي والسودان والصومال وجيبوتي والهند وماليزيا وإندونيسيا وإسبانيا وربما في دول اخرى ستعرف من خلال البحث. لم يحظوا المهرة اليوم باي سلطة خاصة بهم في العالم بسبب ذوبانهم وانصهارهم في شعوب الدول العديدة الكثيرة وتشتتوا حتى تغيرت لغاتهم وعاداتهم وثقافاتهم واغلب أنماط حياتهم تبعاً للشعوب الاخرى التي انغمسوا فيها على مدى الاف السنين.
اليوم شاءت الاقدار ان يخرجوا من الأمة المهرية الرجال المخلصون الذين عزموا بعزيمة مهرية خالصة على ان يجمعوا الشمل ويلملموا ما بعثره الشتات ويجمعوا ابناء مهري بن حيدان بن قضاعة على التعارف والمعرفة والاخوة وإعادة جسور الترابط عبر قارات العالم الحديث.
لقد تسارعت وتيرة الصحوة المهرية في قطع المسافات نحو زيادة التقارب واختصار الزمن في التواصل بين الإخوة مستغلين عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الحديث المتاحة للجميع.
نحن في سلطنة عمان نفتخر بأننا أطلقنا صافرة البداية في استغلال خاصية الوتساب وانطلقنا نحو فتح الافاق لهذه الصحوة ولكن لولا تعاون واخلاص وصدق ومخوة اخواننا المهرة في كل مكان لما نجحنا في ذلك. فبداية الغيث قطرة ثم تسيل كل الوديان والشعاب وتثمر البوادي وتخضر الهضاب.
ما زالت هناك خطوات كثيرة جديرة بالاهتمام فنحن مازلنا في مرحلة التعارف بيننا كأشخاص وأسر ومناطق وبلدان وانساب واصول وعادات وتقاليد فلن تطول هذه المرحلة سوف تأخذ وقتها القصير وسيتم إنجازها.
ونتطلع الى ادوار اخرى اهم واكثر عمقاً من كافة اخواننا في كل بلد نحو توحيد اسم المهري والتواصل الهادف لتحقيق مزيد من الإنجازات على الارض وتوحيد الجهود في استرجاع الحقوق والتاريخ والتراث والإرث. فليس الفتى من قال كان ابي إنما الفتى من قال ها انا ذَا.
التطلعات كثيرة والآمال اكثر والطموحات اكثر واكثر. فنسأل الله تعالى التوفيق الى ما يخدم كل مهري ومسلم ومن على حق وان يتوج جهود المخلصين بأفضل النتائج والانجازات.
ليس هناك فرد مهري معذور من واجب خدمة هذه الصحوة بكل ما يملك من كلمة وفعل وقلم ومعلومة وسلطة ومال كلاً على قدر الاستطاعة والامكانيات وكل من قدم للمهرة اي خدمة مهما كانت صغيرة في نظره فهي كبيرة في عيون اخوانه واهله في كل مكان.
ان عصر اليوم عصر الحرية والتعبير عن الرأي وامتلاك الإمكانيات المختلفة فهو عصر ذهبي مقارنة بالعصور السابقة وكثير من الأبواب مفتوحة ، فعندما أراد بلفور سنة ١٩١٧ ان يوجد لليهود أرضاً ودولة فقد وجدها من العدم وسانده العالم لقوته وسيطرته ، فكيف بأمة عظيمة المجد والتاريخ والعدد وأرضها معروف وواضح المعالم الا وهي الأمة المهرية ، فليس في قاموس الأبطال كلمة مستحيل ولا توجد في طرق المخلصين صعاب ومعوقات فكل ذلك لا توجد الا لدى أصناف اخرى من الناس وليسوا بالمهرة .
نرجوا من المشاركة بالجدية الكافية في هذه الصحوة وتغذيتها بما يكفيها من احتياجات لتظل تنبض بالحياة وتكبر ويشتد عودها ، كما نرجوا التفكير من مستويات اعلى وارقى ونبذ الخلافات التي لا يجني منها المهري الا الاثم والعدوان وخسران الدنيا والاخرة حيث لن تفييده القبيلة عند موته. لكم جميعا شكري وتقديري وتمنياتي لكم بأعوام خير وامن ورخاء وتكون دروبكم خضراء تشد أنظار الناظرين.