عوامل عدة شجعت المليشيات الحوثية على نزعة التهديد والتصعيد العسكري واستمراء خروقاتها واستفزازاتها حتى في ذروة الجهود الاممية المبذولة لاستمرار الهدنة وصولا الى وقف دائم لاطلاق النار واحلال السلام، ويمثل اقتصار الموقف الدولي من تلك التهديدات على الجهود الدبلوماسية التي لا تجد نفعا مع مليشيات طائفية متطرفة ومارقة في سلوكها ونهجها الفكري، وفي هدفها دورها الوضيفي ضمن ادوات ايران التوسعية على حساب امن واستقرار المنطقة.
مراقبون يرون ان هذا القصور الذي يشوب الموقف الدولي يعد تراخيا مزمنا جعل المليشيات الحوثية جريئة الى هذا الحد من الوقاحة في تكرار إعلان الحرب على المصالح الدولية وإمدادات الطاقه الى الأسواق العالمية.
المجتمع الدولي الذي لم يبد موقفا حازما وفي وقت مبكر مع المليشيات الحوثية، اكتفى في جهوده على الجانب الدبلوماسي وركز على تأليب تضافر الجهود الدولية لمواجهة والتخفيف من حدة الازمة الانسانية التي تسببتها المليشيات الحوثية ، ولم يأخذ على محمل الجد الخطر الذي تشكله تلك المليشيات كمصدر تهديد حقيقي لامن واستقرار المنطقة وامدادات الطاقة العالمية عبر خطوط الملاحة البحرية ، وبناء على ذلك فإن المنطقة العربية التي تشكل اكبر مصدر للطاقة وواحدة من المحركات المركزية للاقتصاد العالمي هي وبدرجة رئيسية من تدفع كلفة التعامل الدولي غير الحازم مع مواصلة إيران دعمها للمليشيات الحوثية بكافة اشكال الدعم العسكري من سلاح ودعم فني ولوجستي وخبراء عوضا عن الدعم المادي.
لا تفهم تهديدات المليشيات الحوثية الا عن كونها رجع صدى لنوايا وسياسات ايرانية تتصاعد حدتها وفقا للتطورات الحاصلة في ملف المفاوضات النووية بين الدول الغربية وإيران التي تحاول وبطرق غير مشروعة الضغط في إتجاه تحقيق مكاسب كبرى، وخاصة فيما يتعلق برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها والسماح بإعادة تصدير النفط، وذلك بتحريك ورقة اذرعها الارهابية في المنطقة كالمليشيات الحوثية ، هذه الورقة الصوتية تحرص ايران على تحضيرها كصوت مصاحب لها في طاولة المفاوضات ، فخلال الاسبوع المنصرم صعدت المليشيات الحوثية من خروقاتها ودشنت طورا جديداً من دورها الوضيفي لاطماع ايران في المنطقة وسياستها الدولية المارقة والابتزازية الارهابية، كان ذلك في تنظيم عروض عسكرية بمدينة الحديدة الساحلية القريبة من باب المندب وفي اختيار مكاني يحمل تهديدا صارخا لامن الملاحة البحررية وتحديا للمجتمع الدولي ، كما انه وحسب خبراء سياسيين وعسكريين يكشف مدى خطورة هذه المليشيات على الأمن والسلام الدوليين.
*الوحدة او الموت* حملت تهديدات المليشيات الحوثية هذه المرة تكرارا لتهديد تداولته كل القوى اليمنية ومازالت تتشاركه رغم صراعها العسكري على السلطة ، التهديد موجه للجنوب وشعبه الذي لم تعد تنطلي عليه تهديدات كتلك التي جاءت في تكرار مثير للسخرية على لسان ما يسمى برئيس المجلس السياسي للمليشيات الحوثي المدعو مهدي المشاط الذي قال انه سيفرض الوحدة بالقوة ، مع ادراكه ان جنوب ما بعد 2015 م ليس كما بعده وان درس الحوثيين المستفاد من ذات العام في الجنوب يجعل من تهديدات المشاط مجرد دعاية اعتادت المليشيات الحوثية والاخوانية ترديدها وهي في حقيقة الامر ضربا من ضروب الصيغ الكلامية الاستعراضية التي تقال حنينا الى اضغاث الاحلام ومناجاة لعشم ابليس بالجنة