كشفت صحيفة فرنسية إن حظر الجزائر لمجالها الجوي أمام الطيران المغربي يهدف بشكل رئيسي إلى معاقبة شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، وهي شركة الطيران الوطنية التي توفر العديد من الطرق في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وأوضحت صحيفة “لوبينيون” أنه سيتعين على الشركة تحويل رحلاتها إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط عبر البحر الأبيض المتوسط وتجاوز الأراضي الجزائرية.
ووفق الصحيفة، سيؤثر القرار الجزائري على مزدوجي الجنسية، والأسر المختلطة، ورجال الأعمال الذين يقومون بانتظام برحلات بين البلدين.
وتتابع الصحيفة، في الجزائر كل شيء يجري الآن لإضعاف المغرب تجاريا في أفريقيا. وتسعى الجزائر إلى جعل ميناء شرشال، الذي لا يبعد كثيرا عن الجزائر العاصمة، ينافس ميناء طنجة المتوسط. كما تريد الجزائر استخدام الطريق العابر للصحراء، الذي يجري حاليا تشييده، لنقل منتجاتها إلى المناطق الداخلية الأفريقية.
ووصلت التجارة بين البلدين إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، ومن المتوقع أن تنخفض أكثر في 2021 مع عدم تجديد خط الغاز المغاربي الأوروبي.
لكن في الجزائر، يقول المسؤولون بأن الإجراءات تأتي ردا على مما يصفونه بـ”الاستفزازات العدائية” للمغرب.
ويقول المحلل والإعلامي الجزائري، حكيم بوغرارة، إن الجزائر تقوم بردود فعل، وليس أفعالا.
ويضيف المحلل في حديث لموقع قناة الحرة” الجزائر من خلال المجلس الأعلى للأمن تترك الأبواب مفتوحة وفقا للتطورات”، مستبعدا في نفس الوقت أن يصل التصعيد إلى خيار الحرب.
والأربعاء، أعلنت الجزائر إغلاق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، متهمة المملكة بمواصلة “الاستفزازات والممارسات العدائية” تجاهها، في تصعيد جديد للتوتر بين الدولتين الجارتين.
وكانت الجزائر قطعت في 24 أب الفائت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بعد أشهر من التوتّر بين البلدين.
والعام الماضي تعمق الخلاف بين البلدين بعد اعتراف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء الغربية مقابل تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل.
ولطالما ساد التوتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، خصوصاً على خلفية ملف الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي يعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أراضيه، فيما تدعم الجزائر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” التي تطالب باستقلال الإقليم.