بصدور عارية وعزيمة عالية وكراهية الأحرار للمحتل الغاصب؛ كثيراً ما يواجه الثوار والمناضلون في وادي وصحراء حضرموت قوات الاحتلال الشمالي (منطقة عسكرية أولى)، بمختلف معداتها وآلاتها العسكرية القمعية، المعروفة جداً بأسلوبها الهمجي وعنجهيتها وتغطرسنا في مواجهة معارضيها من أصحاب الأرض وأهلها، الذين كثيراً ما يعبرون عن استيائهم وغضبهم من تواجد هذه القوات العسكرية المحتلة في أراضيهم منذُ العام 94م، والمطالبين بضرورة وسرعة رحيلها وإحلال قوات النخبة الحضرمية بدلاً عنها، لبسط سيطرة الأخيرة وانتشارها على كامل تراب المحافظة.
انتهاكات قوات المنطقة العسكرية الأولى ضد أهالي وادي وصحراء حضرموت، اختلفت بين «قتل، جرح، اعتقالا، وفرض جبايات» وغيرها من الأمور التي يصعب سردها في تقرير لكثرتها وبشاعتها، فهذه المليشيات لم تترك تظاهرة سلمية، أو مسيرة احتجاجية، ولا حتى حدث رياضي إلا ومارست هوايتها ضد منفذيه من قمع واعتقال وتنكيل، فقد أصبحت هذه القوات جاثمة على صدور أبناء محافظة حضرموت، لذلك فخروجها من وادي وصحراء حضرموت يعتبر مطلبا شعبيا لا رجعه عنه لدى معظم الأهالي.
_همجية الاحتلال: مدير مكتب رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت الأستاذ (سعيد خالد) استشهد في تصريح خاص بإحدى القصص التي عايش أحداثها بنفسه، وتثبت مواقف وعنجهية قوات المنطقة العسكرية الأولى بوادي وصحراء حضرموت، قائلاً: ”أنا شخصياً ومعي مجموعة من الصحفيين الزملاء اختبرت عنجهية وهمجية قوات المنطقة العسكرية الأولى؛ فقد أوقفتنا نقطة تابعة لتلك القوات في مخرج مدينة القطن في 12 من يناير الماضي، وحين علموا بأننا صحفيون ونعتزم تغطية الفعالية الجماهيرية في سيئون وجهوا فوهات بنادقهم نحونا واقتادونا إلى خيمتهم“.
وأضاف ”سعيد“ عقب اقتيادنا إلى تلك الخيمة التي كان يتواجد بداخلها قيادات وضباط تحمل رتبا عسكرية رفيعة؛ وجهت لنا العديد من التهم وكالوا لنا سيلا من السباب والشتائم، وإننا لن نرى النور مجدداً، واتضح من لهجة المتحدثين بأنهم جميعاً ينتمون إلى المناطق الشمالية، وبعد ساعة من الاحتجاز؛ أفرجوا عنا بشرط أن نعود إلى مدينة المكلا فوراً، وأن لا نعمل على تغطية الفعالية الجماهيرية في سيئون، المطالبة وقتها برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى من أراضي وادي وصحراء حضرموت وتسليمها إلى أبنائها.
_رصد الانتهاكات: القانوني (محمد يسلم) كشف في تصريح خاص عن جزء من الانتهاكات التي قامت بتنفيذها قوات المنطقة العسكرية الأولى ضد الأهالي في وادي حضرموت قائلاً: ”أذكر لكم جزأ بسيط من تلك الانتهاكات، ونبدأ من 8 أكتوبر 2018م حيثُ قامت قوات المنطقة العسكرية الأولى بإطلاق النار على متظاهرين عزل خرجوا للتعبير عن سخطهم من الأوضاع المزرية التي وصلت إليها البلاد، وذلك جراء انهيار العملة وتردي الحالة المعيشية للمواطنين، وفي مساء يوم الأحد الموافق 7 يوليو 2019م أطلقت النار على المشاركين من الخلف بمسيرة يوم الأرض في سيئون، واقتحمت المسيرة بالأطقم العسكرية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة، أما في مساء يوم الجمعة الموافق 29 فبراير 2020م قامت باقتحام احتفالات مشجعي فريق الاتحاد ب السحيل وأطلقت النار بشكل هستيري عليهم“.
وأضاف ”محمد“ إن ضمن انتهاكات (قوات المنطقة العسكرية الأولى) بوادي حضرموت؛ شنها حملة اعتقالات استهدفت عددا من الشباب الرافعين لإعلام دولة الجنوب، وعصر يوم الأحد الموافق 22 نوفمبر 2020م قامت باقتحام حي السحيل بمديرية سيئون بالأطقم والمدرعات العسكرية، وقامت بإنزال صورة الشهيد القائد ”أبي اليمامة“ من أمام المركز الثقافي، وإزالة إعلام الجنوب وصور الرئيس القائد ”عيدروس اَلزَّبِيدِيّ“، مؤكداً إن الاقتحامات لحي السحيل تكررت لأكثر من خمس مرات في العام المنصرم فقط، مختتماً حديثه بأن الانتهاكات والجرائم الجسيمة التي تنفذها قوات المنطقة العسكرية الأولى كثيرة جداً ولا يمكن حصرها في تصريح.
_مطالبات للرئاسي: الصحفي (عبد الكريم مقرم ) أشار في تصريح خاص إلى الدور الذي تقوم به قوات المنطقة العسكرية الأولى بوادي وصحراء حضرموت قائلاً: ”وجود قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي وصحراء حضرموت يقتصر فقط على أخذ الجبايات من سائقي القواطر المارين في الخط الدولي، وقمع المليونيات والمسيرات المنددة بأفعالها الهمجية، والمطالبة بمغادرتها أرض حضرموت الطاهرة التي دنستها منذُ العام 94م بعد غزو الجنوب، واستمرار نهب ثرواتها، وترك أهلها فريسة للجوع والفقر والعوز والحاجة، إن قوات المنطقة العسكرية الأولى أظهرت تمردا واضحا، وانفلات في أكثر من مناسبة، وشكلت بؤر خطيرة لكثير من قضايا الأمن، وحوادث العنف والقتل وعدم الاستقرار، والاعتداءات المتكررة ضد أبناء محافظة حضرموت بمختلف مديرياتها، لذلك أصبح خروجها مطلب شعبي لأتراجع عنه“.
وطالب ” مقرم “ خلال تصريحه مجلس القيادة الرئاسي بسحب قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت إلى جبهات القتال ضد مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وتسليم ملف تأمين وحماية المحافظة إلى قوات النخبة الحضرمية، وذلك على غرار ما حدث في ساحل حضرموت، الذي أثبت نجاح التجربة الحضرمية، مؤكداً بأن وادي حضرموت لن يحميه سوى أبنائه، أما قوات المنطقة الأولى فقد أثبتت فشلها، مشيراً إلى أن عمليات القتل في وادي حضرموت وصلت إلى أن يتم تنفيذها على بعد أمتار من معسكراتها ويفر الجناة، مختتماً حديثه بالقلق بعد أن أصبحت مديريات الوادي والصحراء بؤرا إرهابية، تشكل خطرا على أمن واستقرار المنطقة.