قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا تفكر في إعادة تصنيف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على أنهم جماعة إرهابية حتى بعد أن شن وفد من نشطاء حقوق الإنسان حملة ضغط على إدارة بايدن.
ونقلت صحيفة "واشنطن فري بيكون"، عن متحدث في الخارجية الأمريكية قوله: إن إعادة تصنيف الحوثيين ليست أولوية قصوى.
وأضاف: "نحن نركز حاليًا على تأمين وتمديد وبناء هدنة [الأمم المتحدة] في اليمن، والتي لها تأثير ملموس على ملايين اليمنيين وتوفر فرصة موثوقة للسلام في اليمن".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه لا يتم النظر في إعادة تصنيف الحوثيين، وفقا للصحيفة ذاتها. وأضاف إن "الاعتبارات الإنسانية ما زالت تشكل عاملا مهما في أي قرار بشأن تصنيف جماعة أنصار الله كإرهابي أجنبي"، وهو الاسم الرسمي للجماعة المتمردة.
ويأتي البيان في أعقاب زيارة الأسبوع الماضي لنشطاء حقوقيين يمنيين كانوا في واشنطن العاصمة، للضغط على إدارة بايدن والكونغرس للنظر في إعادة تصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن على أنهم إرهابيون.
ونظم الزيارة التحالف اليمني للمرأة المستقلة، وهي منظمة حقوقية تسعى للفت الانتباه إلى فظائع الحوثيين وانتهاكهم المتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار. والتقى النشطاء بمسؤولين يمثلون المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، بالإضافة إلى مجموعة من النواب من الحزبين.
وتمت الموافقة على التصنيف لأول مرة من قبل إدارة ترمب خلال مساعيها لعزل جبهات الإرهاب المدعومة من إيران، لكن الرئيس جو بايدن عكسه عندما تولى منصبه العام الماضي.
وقال مسؤولو إدارة بايدن الذين التقوا بالناشطين، إنهم يرون إعادة تصنيف الحوثيين عقبة أمام تأمين وقف دائم لإطلاق النار بين المسلحين الإيرانيين والحكومة اليمنية، بحسب مصادر مطلعة على الاجتماعات.
في حين نقلت صحيفة "واشنطن فري بيكون" عن الناشطة الحقوقية اليمنية الدكتورة وسام باسندوة التي شاركت في الاجتماعات بواشطن: "لسوء الحظ، يبدو أن الإدارة الأمريكية تركز على تجديد الهدنة الفاشلة أكثر من التركيز على حل النزاع فعليًا ومساعدة الشعب اليمني".
وانطلقت حملة ضغط الناشطين بالتزامن مع أول رحلة لبايدن إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، والتقى خلالها بقادة سعوديين لمناقشة هجمات الحوثيين على البلاد، من بين قضايا أخرى.
ورافقت الزيارة التي قام بها دعاة حقوق الإنسان اليمنيون لواشنطن رسالة إلى البيت الأبيض -وقعت عليها 35 منظمة يمنية تدافع عن حقوق الإنسان- تنتقد قرار إدارة بايدن بشطب الحوثيين وتحذر من الأزمة الإنسانية الرهيبة في اليمن.
وكتب النشطاء في رسالتهم إلى البيت الأبيض: "في عام ونصف منذ اتخاذ هذا الإجراء، لم يهدئ الحوثيون أفعالهم أو ينخرطوا في حوار مثمر". علاوة على ذلك، فإن "الأزمة الإنسانية في اليمن لم تنته بعد".
وأضافت الرسالة: "منذ شطب إدارة بايدن الجماعة الإرهابية، تضاعف عدد انتهاكات الميليشيات الحوثية ضد الشعب اليمني والهجمات ضد أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية"، تلاحظ المجموعة. "في الفترة الماضية، شن الحوثيون… هجمات بطائرات مسيرة أو صاروخية على المطارات السعودية".
وتابعت: "في الداخل اليمني تصاعد عنف جماعة الحوثي بعد شطبها من قائمة التنظيمات الإرهابية" وارتكبت جرائم، منها "حصار المدن، قصف المدنيين، تفخيخ الطرق والمدارس، قنص المدنيين، تجنيد الأطفال، وتهجير المدنيين من منازلهم، وسرقة المساعدات الإنسانية" وغيرها من الفظائع.
واستطردت الرسالة: "ما يقرب من نصف هذه الحوادث أثرت على النساء والأطفال". مضيفة: "لقد استجاب الحوثيون بازدراء لعرض إدارتكم بالتعاطف والتصالح. لقد رفضوا استغلال الفرصة التي وفرتها إدارتكم وسمحوا بالتخفيف من آلام ومعاناة الشعب اليمني". لذلك حان الوقت لإعادة النظر في تصنيف الحوثيين على أنهم "منظمة إرهابية أجنبية".