لم تجد تهاني الذماري، المرأة اليمنية المقيمة في جمهورية مصر العربية، برفقة زوجها وأولادها الثلاثة، سوى مواطنتها التي كانت أقرب صديقاتها، لتنقذها من محنتها، يوم السبت الماضي، أول أيام عيد الأضحى، بعد أن حاول زوجها الشروع في قتلها وقام بتعذيبها بوساطة ”ساطور“ أمام أولادها.
تقول الذماري، في مقطع فيديو، ظهرت فيه وهي في حالة يرثى لها، إن زوجها المدعو ”م. ص. ج“، ”ضربني برأسي بالساطور، وكان يريد ذبحي، وحاولت الدفاع عن نفسي، ما جعلني أتعرّض لأكثر من اعتداء في ذقني وأصابع يدي الاثنتين وقام بقطع أوتار يديّ والأعصاب والشريان أمام أولادي، وكنت أحاول استعطافه دون جدوى، ولم يقم حتى بإسعافي. وأنا الآن مهددة أنا وعيالي بالقتل“.
وأشارت إلى أن زوجها ”حاول اللحاق بابنها ذو 4 أعوام ليذبحه، وكنت أحاول الدفاع عنه، وأن صراخها لفت انتباه ابنتيها الأخريين، وحين شاهداني وأنا أغرق بدمائي، صرخت ابنتي الصغيرة وكان زوجي يحاول تهديدهما بالذبح والتقطيع، بينما أصيبت الأخرى بصدمة ولم تنطق بشيء“.
ووفقًا لما ذكرته المرأة اليمنية، فإن سبب اعتداء زوجها عليها، كان بسبب ”ولاعة، وبسبب فلوس. كان يريد شراء خروف العيد، وكنت لا أملك مالًا، وأنا أعمل في نقش الحناء بأصابعي هذه المصابة“.
وتقيم تهاني الذماري، منذ عدة سنوات، في العاصمة المصرية القاهرة برفقة زوجها، الذي تشير المعلومات التي أوردتها وسائل إعلام يمنية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه كان يعمل كوكيل مساعد لوزارة السياحة اليمنية، في حين يقول آخرون إنه موظف لدى السفارة اليمنية بالقاهرة.
على مدى السنوات الماضية، ظلت الزوجة تتحمل أعباء مصاريف المنزل وإيجاره ومتطلبات أولادها: ولد 4 سنوات، وابنتين، وسط تحديات اغترابها بعيدًا عن مجتمعها، بعد أن وجدت لها عملًا يدرّ عليها دخلًا ماديًا، من خلال نقش الحناء للمغتربات اليمنيات في مصر، حتى تتمكن من مواجهة ”الظروف القاسية التي يعاني منها أغلب اليمنيين الهاربين من الحرب والجحيم في اليمن“، كما تشير الناشطة اليمنية ”سناء البدوي“ على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
تقول مصادر مقربة من الزوجة، لـ“إرم نيوز“، إن زوجها الذي هو والد أطفالها الثلاثة، يعتدي عليها باستمرار، بشهادة سكان المبنى من جيرانهم.
تؤكد الذماري، أن زوجها الذي احتجزته السلطات المصرية عقب الحادثة، تم سجنه ليوم واحد فقط، وهو يوم السبت، أي أول أيام عيد الأضحى، وتم الإفراج عنه في اليوم التالي.. لكنه اتصل بها عقب خروجه، ليهددها بالقتل وقتل أولادها الثلاثة الذين هم أولاده، في حال تحدثت عما حدث.
تمكنت تهاني من تجاوز الواقعة التي أدمتها، يوم السبت الماضي، بعد إسعافها من صديقتها اليمنية، إذ تركها زوجها داخل المنزل مضرجة بدمائها، داخل حمام شقتها، وسط صدمة أطفالها، الذين تلقوا بدورهم تهديدات من والدهم، كما تقول؛ لكنها الآن تبدو بحاجة أكثر إلى ما هو أكثر من صديقتها، لوقف تهديدات زوجها، الذي قال لها وهو يمارس الاعتداء عليها: ”أنا بايطلعوني با يطلعوني (أي سيتم إخراجه من السجن)“، حسب ما ذكرته زوجته.
وطبقًا لما ذكره موقع ”كريتر سكاي“، عن مصادر أسماها بـ“الدبلوماسية“، فإن الزوج الجاني، يعمل مسؤولا في ”إحدى الوزارات اليمنية، ولا يعمل بالسفارة اليمنية بالقاهرة، ولا يمت لها بأي صلة“.
وأكد الموقع أن السلطات المصرية، قامت بالتحقيق والقبض على الجاني، وأن ”القانون سيأخذ مجراه، فهنا دولة النظام والقانون“.
وبحسب المصادر ”الدبلوماسية“، فإن السفارة اليمنية في القاهرة، ”تابعت القضية منذ لحظتها حدوثها لدى السلطات المصرية، حيث أن ملف القضية بيد السلطات المصرية، وليس بيد السفارة التي هي ليست جهة قبض“.