دائما ما أثار التعاطي الدولي مع مجريات الأزمة الراهنة الكثير من الشكوك حول إمكانية إحداث قدر مناسب من الضغوط على المليشيات الحوثية في ظل إصرارها على إطالة أمد الحرب. وجاءت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن، لتعكس بوضوح هذا الواقع الذي يتضمن قراءة غير دقيقة لمجريات المشهد الراهن، حيث قال بايدن إنه أرسل مبعوثا وتواصل مع قادة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك مع السعودية، لوضع الأساس للهدنة. وأضاف: “بعد عام من دبلوماسيتنا المستمرة، أصبحت تلك الهدنة الآن في مكانها، والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة تصل إلى المدن والبلدات التي كانت تحت الحصار.. نتيجة لذلك، كانت الأشهر القليلة الماضية في اليمن الأكثر سلامًا منذ سبع سنوات”.
تصريحات بايدن نسجت مجددا، حجم النظرة غير المنطقية تجاه الأوضاع القائمة على الأرض، وتحديدا فيما يخص مسار الهدنة، فالرئيس الأمريكي يعتبر أن الهدنة تمضي في مسارها وهو أمر ينافي تماما الوضع على الأرض في ظل التصعيد الحوثي المتواصل.
المخيف في الأمر أن المليشيات الحوثية دائما ما تتلقف هذه المواقف الدولية وتستغلها في التمادي في ارتكاب الخروقات والاعتداءات وهو ما يعتبر سببا رئيسيا ومباشرا في إطالة أمد الحرب.
الشق الآخر من تصريحات بايدن حمل أيضًا مزاعم عن أن المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة تصل إلى المدن والبلدات، في تصريح قد يوحي بأن الأزمة الإنسانية تتحسن، وهو أمر غير صحيح بالمرة بالنظر إلى تؤزم الوضع المعيشي. القراءة الخاطئة للمشهد العسكري والإغاثي سواء كان ذلك متعمدا أو عن غير قصد، تنذر بأن الفترة المقبلة قد تشهد تأزيما أشد خطورة على كل المستويات، في ظل التهديدات التي تشكلها المليشيات الحوثية. ويُخشى في هذا الإطار، أن يعطي سوء القراءة إشارة خضراء للمليشيات الحوثية لتتوسع في جرائمها واعتداءاتها التي تطيل أمد الحرب بشكل كبير، ومن ثم تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق