أثار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، غضبا واسعا في صفوف اليمنيين بعد إرساله تهنئة بالعيد إلى قيادات ميليشيا الحوثي.
ونشرت وكالة الأنباء اليمنية ”سبأ“، في نسختها الحوثية، مساء الجمعة، خبرًا يفيد بتلقي رئيس ما يسمى المكتب السياسي الأعلى مهدي المشاط، برقية تهنئة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، من قبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
كما جرى في الوقت نفسه، تسريب صورة، تم تداولها من قبل اليمنيين على منصاتهم الرقمية، لبرقية تهنئة، مذيلة بتوقيع ”هنية“، وموجهة إلى ”المشاط“.
ولم تذكر أو تنشر الوسائل الإعلامية الناطقة باسم حماس، بشأن تلك التهنئة شيئًا، حتى أنها لم تنفِ صحة ما نشره إعلام الحوثي، في حالة أنه لم يتم إرسال أي برقيات من قبلهم، الأمر الذي يرجح صحة رواية الحوثيين.
وكانت حماس أغضبت اليمنيين، بعد إقدام ممثل الحركة في صنعاء، العام الماضي، على تكريم رئيس ما يسمى بـ (المجلس الثوري) محمد علي الحوثي، إضافة لإصدار تصريحات صحفية، داعمة للحوثيين، من قبل قيادات محسوبة عليها.
تصرفات حماس، وتهنئتها للحوثيين، قابلها مستشار وزير الدفاع اليمني يحيى أبو حاتم، بتهنئة مماثلة، قال فيها: ”أهنئ الأخوة المسلمين في دولة إسرائيل، بعيد الأضحى المبارك، وأدعو لهم بالاستقرار والأمن ورغد العيش“
وقال أبو حاتم، في تغريدة له على حسابه في موقع ”تويتر“: ”هكذا سوف نتعامل مع كل من يؤيد جماعة الحوثي الإرهابية، فـ غزة ليست أغلى من صنعاء، ودماء اليمنيين ليست أرخص من دماء الفلسطينيين، وكل من يقف إلى جانب الحوثي، فهو عدو لليمنيين“.
وقال النائب في البرلمان اليمني محمد ناصر الحزمي: ”من المعيب أن يهنئ إسماعيل هنية، المشاط، الذي يقود مع جماعته ميليشيات تذبح اليمنيين وتشرد بهم.. حسبنا الله ونعم الوكيل، قبح الله سياسة تدوس القيم“.
وأضاف الحزمي، في سلسلة تغريدات له: ”إذا كان (الصهاينة)، قد انتهكوا حرمة القدس، فالحوثيون انتهكوا ما هو أقدس، سفك دماء المسلمين، فقط لأنهم يقولون، ربنا الله لا شريك له، وفجروا المساجد أو عطلوها عن رسالتها“.
وتابع الحزمي، حديثه، مخاطبا حركة حماس: ”وإذا كان (الصهاينة)، قد شردوكم وأخذوا أرضكم، فالحوثيون فعلوا في إخوانكم المسلمين، ما فعل بكم، وإذا كان (اليهود لم يغلقوا، مدارس تحفيظ القرآن الكريم، فالحوثيون أغلقوها عندنا، وإذا كان اليهود، قد هدموا بيوتكم بحكم المحاكم، فالحوثيون فجروا البيوت، دون حكم محكمة“.
وأضاف الحزمي: ”وإذا كان (اليهود)، لم يهودوا، أبناءكم، فالحوثيون يجبرون أبناءنا على التشيع، فكيف تقومون بتهنئتهم، وهم فعلوا بالشعب اليمني ما فعلوه، من يبرر لكم ذلك، لا خلاق له“.
ورأى الصحفي والناشط السياسي ضيف الله القهالي، بأن ”حماس تحولت إلى كتيبة فارسية، مثلها مثل الحوثي وحزب الله، والحشد في العراق، و..الخ“، متسائلا باستغراب: ”ما هو الذنب العظيم الذي ارتكبوه حتى تتحول بوصلتهم إلى غير القبلة بهذه الطريقة المفجعة؟“.
وأضاف: ”معقول حماس، ترى أن إيران والحوثي، منظومة إسلامية، هدفها نصرة القضية الفلسطينية، والقضايا العربية و الإسلامية؟“.
وعلق رئيس مركز أبعاد للدراسات السياسية والإستراتيجية عبد السلام محمد، على تهنئة حماس للحوثيين، قائلا: ”كنت أعتقد أن حماس ذكية بما يكفي، وأن علاقاتها مع إيران تكتيكية، لمنعها من تشكيل ميليشيات شيعية، تربك المقاومة في فلسطين، لكن طلعت إيران الذكية، فقد حولت من حماس ذراعا لها، لإرباك الأمة الإسلامية كلها، وليس فلسطين فحسب“.
وأضاف محمد: ”كيمنيين يبدو، آن لنا أن نغسل أيدينا من حماس، وقد غسلناها فعلا من قبل، ونتذكر فقط أن حركة مقاومة وتحرر، اسمها حماس، كنا ندعمها بأموالنا، واليوم تقف وتدعم ميليشيات وانقلاب دموي، ضد شعبنا“.
إلى ذلك، قال الباحث والمحلل السياسي نبيل البكيري: ”مسلسل السقوط المستمر من حركة مقاومة وطنية عربية إلى وحل التوظيف القذر في يد المشروع الإيراني، وميليشياته الطائفية“، منوها إلى أن ”فلسطين ستظل قضيتنا، التي أساءت لها حماس، ودمى الملالي المسيطرة على قرار الحركة، والتي لم يسئ أحد للقضية الفلسطينية، كما تفعل هذه الدمى الملطخة بالعار والدم العربي“.
كما قال الكاتب الصحفي سام الغباري: ”لا يمثل إسماعيل هنية، فلسطين التي أحببنا، ولا يمثل نضال حركة حماس التي تماهت قيادتها الجديدة مع إيران، ولا هم يمثلون إرث ”أحمد ياسين“، تساقط الكبار، فبقيت ريح كريهة، أخرجت (هنية) من قعر الانقلاب، ليتنادى مع عِرقه السيئ، إلى ابن عمه خامنئي، وإلى دويدارهم مشاط، إنهم أفاعي العرقية