الرئيسية > منوعات > لماذا طلب "الإخوان" والمتشددون إنزال العيسى من على منبر عرفة؟

لماذا طلب "الإخوان" والمتشددون إنزال العيسى من على منبر عرفة؟

بإلقاء الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى خطبة عرفة، تكون السعودية انتصرت للوسطية والتسامح، ووجهت صفعة قوية لجماعة "الإخوان" ونظرائها.

وبمجرد الإعلان عن تكليف الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بإلقاء خطبة عرفة، شن أنصار الجماعات الإرهابية وعلى رأسها "الإخوان" و"داعش" و"القاعدة" حملة أكاذيب وافتراءات ضارية ضده. 

حملة تضمنت تحريضا وتشويها وقلبا للحقائق في محاولة إخوانية واضحة لتشويه صورة الشيخ محمد العيسى. حملة أفرغوا خلالها حنقهم بكل لفظ استباحي بل وتكفيري بحق الشيخ العيسى، عبر هاشتاج أطلقوه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت اسم "#أنزلوا_العيسى_من_المنبر".

وألقى الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، خطبة عرفة من مسجد نمرة اليوم الجمعة، في رسالة تؤكد من خلالها السعودية انتصارها لقيم الوسطية والتسامح، وتوجه صفعة قوية لتنظيم الإخوان الإرهابي. 

3 أسباب ولا تعد تلك الحملة الإخوانية الأولى التي تستهدف الشيخ العيسى، فالرجل يعد هدفا دائما لحملات الجماعات الإخوانية ونظرائها من الجماعات المتطرفة والإرهابية.

ويعود استهداف الشيخ العيسى بتلك الحملات، ومن بينها الحملة الأخيرة، لعدة أسباب أبرزها، قيادته منذ سنوات حملة لتصحيح الصورة النمطية عن الإسلام من خلال جولاته المكوكية في العديد من دول العالم سواء في البرامج والفعاليات والخطب الدينية التي يلقيها حول العالم، نجح خلالها بالفعل في ترويج لخطاب "وسطي معتدل" أظهر سماحة الإسلام ونقاءه ودعوته للتسامح والسلام.

ومنذ توليه منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلام في أغسطس/ آب عام 2016، قام الشيخ محمد العيسى بمبادرات عدة كشف خلالها قولا وفعلا أن الإسلام هو دين العدالة الإنسانية، الذي يحافظ على قيمها الراقية في التعامل والتكامل.

كما لعبت رابطة العالم الإسلامي دورا رائدا في تعزيز التعايش والوئام بين أتباع الأديان والأعراق والثقافات حول العالم.

ودأبت جماعة الإخوان الإرهابية على نسخ الأكاذيب في كل ما يضر بالإسلام والمسلمين وقضاياهم، والنيل من العلماء الذين عرف عنهم المنهج المعتدل الذي يمثل وسطية الإسلام ورسالة التسامح بين الأمم والشعوب، ومنهم الشيخ العيسى على وجه الخصوص.

 ثاني تلك الأسباب جهود الشيخ العيسى الرائدة لكشف حقيقة تنظيم الإخوان الإرهابي ومؤامراته حول العالم، الأمر الذي جعل تلك الجماعة الإرهابية تناصبه العداء.

وسبق أن حذر الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأقليات الدينية في الغرب من أن جماعة الإخوان" تصدر لهم "مفاهيم خاطئة" عن الإسلام.

وبين أن "هذه الجماعة تنطلق من فرضية خاطئة وهي الصدام والصراع والمؤامرة الحتمية بين الإسلام والغرب، ولذلك عندما أناقش الغرب بهذه الخلفية، فلن أصل معهم إلى نتيجة، بل إلى مزيد من الصراع".

ودعا في هذا الصدد إلى الوعي داخل الأقليات الدينية في الغرب، وتحصين الفكر الإسلامي من أفكار ما يسمى بالإسلام السياسي، أو أفكار جماعة الإخوان، لافتًا إلى أن الكثير من الصدامات والشحن لدى بعض الشباب المسلم مصدره عدم وجود التحصين الكافي من أفكار الإخوان.

ولفت "العيسى" إلى أن بعض المتطرفين هم من يثيرون اليمين المتطرف، ويسعدون بردة فعله من أجل أن يكون هناك صدام وصراع حضاري بين الإسلام والغرب لأنه لا يعيش إلا في هذه البيئة، فمشروعه هو الصدام والصراع والعمل الإرهابي والعنف في كل مكان، مشيرًا إلى أن نصف مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي من مسلمي الغرب الذين تسلل إليهم الإسلام السياسي، وهذه خطيرة وسلبية على الإسلام، مبينًا: "مهمتنا في رابطة العالم الإسلامي إيضاح الحقيقة".

كما أكد رئيس هيئة علماء المسلمين أن الخصوصية الدينية لا تتقاطع أبدًا مع وجوب التعايش بين الجميع، لأن هذه الخصوصية لا تتدخل مطلقًا في نصوص الدستور الذي ضمن للجميع حريته الدينية.

ثالث تلك الأسباب هو أن الحملة التي تستهدف العيسى تأتي ضمن محاولات الإخوان المستمرة للتشويش على جهود السعودية لخدمة ضويف الرحمن.

وخلال الأيام الماضية، دشنت جهات مشبوهة يتصدرها عناصر إخوانية، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات وهاشتاجات تحت اسم "الحج ليس آمناً" لترهيب ضيوف الرحمن من أداء الفريضة، والتحريض ضد المملكة، وإطلاق افتراءات للتشويش على جهود الرياض في خدمة الحجاج.

دعوات ومؤامرات ليست بمستغربة على تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي سبق وتجرأ على الدين، ودعا لمقاطعة الحج عام 2019.

وسعى تنظيم الإخوان الإرهابي منذ تأسيسه في عشرينات القرن الماضي إلى استغلال فريضة الحج لأهداف سياسية، وإن اختلفت تلك الأهداف في بدايات تأسيس التنظيم عن الفترة الحالية.

وفي البدايات كانت عناصر الإخوان تستغل الحج للترويج لأفكار الجماعة واستقطاب الأنصار، ولكن تلك الأهداف اختلفت بعد تصنيف السعودية الإخوان كتنظيم إرهابي، حيث تحولت الجماعة إلى التآمر على السعودية خلال موسم الحج.

وتقف السعودية بحزم أمام محاولات تسييس الحج، مشددة على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربًا لله، وعدم الخروج عن شعيرة هذا النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية.

أكاذيب قديمة جديدة وأعادت الحملة الإخوانية التي تستهدف الشيخ العيسى بث أكاذيب قديمة سبق أن فندها الشيخ العيسى في تصريحات سابقة.

كما تضمنت الحملة تشويه مبادرات رائدة للشيخ العيسى حظيت بإشادة إسلامية ودولية.

وتداولت الحملة مقاطع فيديو تظهر قيام الشيخ محمد العيسى، بقرع جرس، زاعمين أن الجرس هو ناقوس في كنيسة.

وقال الدكتور محمد العيسى في تصريح سابق إن الجماعات المتشددة ومنها جماعة الإخوان الإرهابية تريد التدليس على المسلمين، بنشر بعض المقاطع والتعليقات التى تخالف الحقيقة، ومن تلك الإشاعات تداولها لمقطع فيديو من إندونيسيا، وزعمها أن هذا الفيديو هو في الكنيسة لإعلان توحيد الأديان تحت ما يسمى "الدين الإبراهيمي"، وهو ما ينافي الحقيقة.

وبين أن هذا الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع لم يكن في الكنيسة على حد زعم جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها، بل كان في افتتاح ملتقى شباب جنوب شرق آسيا في العاصمة الإندونيسية جاكرتا حول موضوع دور الشباب في تمثل سماحة الإسلام ونشر السلام في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر من عام 2020م، حيث يعد قرع الجرس تقليد درج الإندونيسيون على القيام بذلك في افتتاح المؤتمرات والاحتفالات.

أيضا تضمنت حملة الافتراءات تشويه مبادرة للشيخ العيسى التي زار  خلالها معسكر الإبادة الجماعية لليهود في بولندا إبان الحرب العالمية الثانية أوشفيتز في يناير/كانون الثاني عام 2020، ضمن جولة دولية في عدد من المواقع التي تعرضت للظلم والاضطهاد، وذلك للتأكيد على التنديد بتلك الجرائم البشعة دون استثناء أيٍّ منها، وأن هذه هي قيم الإسلام.

سيرة مضيئة ويتوج إلقاء الشيخ محمد العيسى خطبة عرفة، اليوم، رحلة طويلة قضاها إمامًا وخطيباً على منابر الجُمع باتساع خارطة التواجد الإسلامي حول العالم.

ومن أبرز أقواله في خطبه :"المسلم الحق هو من يؤلف القلوب ويجمع ولا يفرق،.. المسلم الحق من يحسن تبليغ رسالة الإسلام للعالمين".

وفي خطبة آخرى أكد على أهمية تطبيق " الإسلام المنفتح والمتسامح والمتعايش مع الجميع بدون استثناء".

كان الدكتور العيسى، عُيّن في 13 أبريل/ نيسان 2007 نائباً لرئيس ديوان المظالم، ووزيراً للعدل خلال الفترة بين 14 فبراير/شباط 2009، و30 يناير /كانون الثاني 2015، كما عُيّن في 30 مارس/آذار 2012 رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء، فمستشاراً بالديوان الملكي.

واختاره مجلس وزراء العدل العرب في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 رئيساً فخرياً، ونال منصب المشرف على مركز الحرب الفكرية العالمي لوزارة الدفاع في 23 ديسمبر/كانون الأول 2015.

وعُيّن في 13 أغسطس/آب 2016 أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي، ورئيساً للهيئة العالميّة للعلماء المسلمين، وعضواً بهيئة كبار العلماء السعودية في 3 ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.

ومع مطلع عام 2017 أصبح مشرفاً عاماً على مركز الملك سلمان للسلام العالمي بماليزيا، واختير رئيساً لرابطة الجامعات الإسلامية في 2019. كما سبق أن انضم لعضوية هيئة التدريس في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود، والمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة.

وقدّم الدكتور العيسى محاضرات داخل السعودية وخارجها، عن الفقه الإسلامي ونظرياته القضائية.

وسبق تكريمه من عدد من الدول والهيئات والمؤسسات حول العالم نظيره جهوده في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام، وتعزيز قيم الوسطيّة والتعايش والسلام، والوئام بين أتباع الأديان والثقافات، ونضاله المؤثر في مكافحة الكراهية، ونشر الاعتدال