الرئيسية > اخبار محلية > استعدادات عسكرية وامنية جنوبية لإطلاق معركة طرد القاعدة من أبين وشبوة

استعدادات عسكرية وامنية جنوبية لإطلاق معركة طرد القاعدة من أبين وشبوة

   

 

تشهد محافظتا أبين وشبوة استعدادات عسكرية وأمنية حثيثة تمهيدا لإطلاق معركة طرد عناصر تنظيم القاعدة من المحافظتين الواقعتين في الجنوب ، في ظل ضغوط شعبية تطالب بضرورة وضع حد للتنظيم الجهادي الذي أضحى يشكل تهديدا حقيقيا لأمن الجنوب.  

واهتزت المحافظات الجنوبية في الفترة الأخيرة لعمليات إرهابية تنوعت أساليبها بين استخدام سيارات مفخخة وانغماسيين واستهدفت قيادات أمنية بارزة في الجنوب آخرهم مدير أمن محافظة لحج والقيادي العسكري في المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء صالح السيد.  

ولم تتبن أي جهة تلك العمليات لكن مسؤولين أمنيين وعسكريين يؤكدون أن معظمها تحمل بصمات تنظيم القاعدة، وأن هناك قوى داخلية وإقليمية تحرك عناصر التنظيم لإثارة الفوضى في الجنوب، بهدف استنزاف الجنوب.  

وأكد نشطاء الأحد دخول قوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي مدينة شقرة في محافظة أبين، ما ينذر بقرب العملية المنتظرة ضد تنظيم القاعدة الذي يتخذ من المحافظة الواقعة على بعد نحو مئتي كلم من العاصمة عدن، أحد أبرز معاقله.  

ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر لحظة دخول قوات الحزام الأمني إلى مدينة شقرة، وسط ترحيب كبير من المواطنين.  

ويأتي دخول قوات الحزام الأمني إلى الشقرة بعد ساعات قليلة من دعوة المجلس الانتقالي، خلال اجتماع استثنائي عقدته هيئته الرئاسية السبت، السلطة الشرعية إلى توفير الإسناد اللوجستي للقوات الأمنية (لم يحدد أي تشكيل).  

وأشادت هيئة الرئاسة بالجهود التي تبذلها القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها للتصدي لعناصر الإرهاب والتطرف، مشددة في بيان لها على ضرورة رفع الجاهزية واليقظة الأمنية في عموم محافظات الجنوب، داعية في السياق ذاته المواطنين للتعاون مع الأجهزة وسرعة التبليغ عن أي عناصر مطلوبة أمنيا، وأي تحركات مريبة تهدف إلى إقلاق السكينة العامة.  

ونجا الأربعاء مدير أمن محافظة لحج اللواء صالح السيد من محاولة اغتيال في خور مكسر بعدن، من خلال تفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه وقتل على إثره أربعة أشخاص وأصيب أكثر من عشرة آخرين بينهم مدنيون.  

وتمكنت الأجهزة الأمنية بعدها بأقل من ساعة من تفكيك سيارتين أخريين، كانتا ستستخدمان ضمن هذه العملية حسب مصادر أمنية.  

وفي أول ظهور له بعد نجاته هاجم للواء السيد تنظيم القاعدة، معتبرا أن ما حصل لن ينثيه عن ملاحقة التنظيم الجهادي.  

وكان رئيس العمليات المشتركة الرئيسية في المنطقة العسكرية الرابعة في عدن اللواء صالح علي حسن اليافعي نجا هو الآخر قبل أسابيع قليلة من محاولة اغتيال بعد استهداف موكبه بسيارة مفخخة في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة الجنوبية عدن.  

ويرى مراقبون أن التصدي لعناصر القاعدة بات ضرورة أمنية ملحة، خصوصا وأن التنظيم أظهر قدرة كبيرة في الفترة الأخيرة على استهداف الوضع الأمني ، غير مستبعدين في أن يكون التنظيم واجهة لأجندة داخلية وإقليمية تسعى لضرب الجنوب .  

وبدا تنظيم القاعدة خلال السنوات الأخيرة خاملا، لكنه عاد بقوة إلى المشهد منذ تسلم المجلس الرئاسي السلطة الشرعية خلفا للرئيس السابق عبدربه منصور هادي في أبريل الماضي، ليعلن التنظيم الجهادي عن هذه العودة عبر بيان شديد اللهجة .  

ويقول المراقبون إن إرسال قوات الحزام الأمني إلى أبين يعني أن ساعة الصفر لمهاجمة عناصر التنظيم باتت قريبة، مشيرين إلى أن العملية العسكرية لن تكون بالسهلة حيث أن للتنظيم قاعدة متجذرة في أبين، كما أن للتنظيم تحالفات كبيرة مع قوى في الداخل وفي مقدمتها جماعة الإخوان.  

واستباقا لأي هجوم ضده، أطل التنظيم ببيان قبل أسبوع، يناشد فيه قبائل المنطقة إيقاف أي تحركات تستهدفه. ودعا البيان قبائل محافظة أبين إلى ما وصفه بـ“عدم الانجرار إلى صراع يدفع ثمنه أبناء قبائلنا من أهل السنة”.  

وأكد التنظيم “استعداده للحرب في حال اشتعال فتيلها، وإغلاق كل الفرص والجهود المبذولة”. ولم يتطرق البيان إلى العمليات الأخرى التي شهدتها المحافظات الجنوبية خلال الفترة الأخيرة، ولم يعلن تبنيها أو نفي مسؤوليته عنها.