الرئيسية > اخبار محلية > تجويع مليشيا الحوثي لليمنيين وسيلة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية

تجويع مليشيا الحوثي لليمنيين وسيلة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية

   

 

«الحوثي يُجوّع اليمنيين».. هاشتاج أطلقه ناشطون يمنيون، استنكاراً وتعبيراً عما ترتكبه الميليشيات الإرهابية من جرائم مستمرة بحق الشعب اليمني واتباع سياسة ممنهجة ومتعمدة لتجويع المدنيين.  

وحذرت منظمات أممية في وقت سابق من أنّ أزمة الجوع الشديدة في اليمن قد وصلت إلى «مستوى الكارثة»، بعدما بات 17.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة.  

وأكد خبراء ومحللون سياسيون لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تستخدم سلاح التجويع ضد الشعب اليمني، بهدف بسط نفوذها وتحقيق مشروعها الطائفي، مشيرين إلى أن الميليشيات الإرهابية تستخدم أساليب غير إنسانية مثل سرقة المساعدات وحرمان الموظفين من رواتبهم وفرض الإتاوات، إضافة إلى الرشوة وإنشاء كيانات موازية للدولة.  

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر أن «استخدام ميليشيات الحوثي الإرهابية سلاح التجويع يفرز طبقتين، الغنية جداً من الحوثيين، والكادحة الفقيرة وهي كل الشعب، بهدف إفقاره حتى لا يفكر في تعليم أبنائه في ظل انشغاله بالبحث عن لقمة العيش، وحتى يخرج جيل أمي متخلف، تسهل السيطرة الكاملة عليه ثقافياً وفكرياً، ويكون منقاداً وراءها دون تفكير».  

وأضاف الطاهر لـ«الاتحاد» أن السبب الثاني، هو أن ميليشيات الحوثي تريد المتاجرة بالمجاعة والضغط على تحالف دعم الشرعية والحكومة بهدف تحقيق أي مكاسب سياسية.  

وأكد أن «الحوثي» يعمل على إطالة أمد الحرب، بهدف غرس جذوره الطائفية، وتجريف الهوية اليمنية، مشدداً على أن «المجتمع الدولي يجب أن يزيد من الضغط على هذه الميليشيات، فإذا أراد المجتمع الدولي أن تنتهي الحرب ويعم السلام في اليمن، يجب أن يدعم فرضه بشتى السبل». وأشار الطاهر إلى وجود غضب شعبي كبير من سرقة «الحوثي» لقوت اليمنيين وممتلكاتهم، ينذر بـ«ثورة جياع»، مشيراً إلى وجود انتفاضة شعبية ضده في صنعاء من خلال الكتابات التي تدعو لرحيله على جدران المنازل.  

وأوضح المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل لـ«الاتحاد»، أن «التجويع المُتعمد وصل إلى حد فرض ضريبة الخُمس في ظاهرة عنصرية فريدة وسيئة جداً، ونهب الثروات وعدم الإنفاق على أي مشاريع جديدة، وعدم خلق وظائف».  

ونوه إسماعيل إلى أن «الحوثي» يساوم الشعب ويتحكم في المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة ومنظماتها، لجعل اليمنيين تحت ضغط الحاجة والفقر فيتجهون للانخراط في مشاريع الجماعة الإرهابية.  

وحذر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي من أزمة الجوع في اليمن، وتردي حالة الأمن الغذائي، داعياً إلى العمل فوراً ومواصلة الاستجابة الإنسانية لملايين السكّان.  

ويذكّر الكاتب السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي بأن ميليشيات الحوثي الإرهابية تمارس سياسة التجويع على اليمنيين منذ زمن قديم وهي موجود في الموروث الفكري الطائفي للميليشيات، وأنها تفننت في أساليبها، مثل الحصار الجائر والتضييق على الناس ونهب الموارد.  

وأوضح اليوسفي لـ«الاتحاد» أن الإتاوات التي تفرضها الميليشيات أشبه بشبكات الجريمة المنظمة، بجانب حصار مناطق وسرقة المواد الإغاثية التي تأتي عبر المنظمات الدولية.