كشف باحث جنوبي في شئون الارهاب والجماعات الارهابية في الندوة العلمية التي عقدت يوم أمس الاثنين نظمتها الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي عن الفجوة التى وضعت الجنوب في ذيل القائمة من حيث العمليات الارهابية .
وكانت الندوة العلمية لتي انعقدت حول "إعلام جماعة الاخوان وتعاطيه مع جرائم الارهاب في الجنوب" اطلعت على أوراق عمل من الباحثين صالح علي الدويل وعبدالخالق الحود وورقة اجنبية عبر الاتصال المرئي للباحثة في شؤون الامن القومي الأمريكي ارينا تسوكرمان ، استعرضت كل على حده ظاهرة الارهاب في الجنوب وتماهي اعلام جماعة مع خطاب التنظيمات الارهابية.
الباحث صبري عفيف باحث جنوبي في شئون الارهاب والجماعات الارهابي قال لا يكفي تشخيص الظاهرة ومنشأها والتماهي الاخواني معها وان مؤشرات الإرهاب في المنطقة العربية تضع الجنوب واليمن في مراتب متأخرة .
وأشار عفيف في مداخلته الى دراسة بحثية رصدت العمليات الإرهابية التي نفذت في العاصمة عدن من قبل عناصر الإرهابية ( القاعدة وداعش وأنصار الشريعة ) خلال (10) السنوات المنصرمة تبين أن مدينة عدن الصغيرة كانت من أكثر المدن العربية بل العالمية عرضة للعمليات الإرهابية الدموية والتي لم تشهدها في تاريخها السياسي والعسكري من قبل، مشيرا ان أراضيها اصبحت مسرحا لتك العمليات الإرهابية رغم ذلك فمعظم التقارير المحلية والدولية التي تهتم بالدراسات والرصد للعمليات الإرهابية لم تشر لتلك العمليات الإرهابية ولم يكن هناك أي مؤشر واضح في تلك التقارير ، التي ترصد العلميات الإرهابية في الوطن العربي والقرن الافريقي وأن وجدت هناك بعض المؤشرات باسم اليمن فهي لم تكن موازية لوقائع الأحداث الإرهابية التي تتعرض له مدن الجنوب لاسيما العاصمة عدن.
ولفت الباحث عفيف الى ان العناصر الإرهابية نفذت في العاصمة عدن لوحدها خلال الفترة من يناير 2011م وحتى مايو 2021م أكثر من (١٢٣) عملية إنتحارية( سيارة مفخخة وحزام ناسف)فقط، بمعدل عملية انتحارية إرهابية كل شهر ، بخلاف الاغتيالات والمواجهات المسلحة والاختطافات والسطو والنهب المسلح على مؤسسات الدولة ومعظم تلك العمليات تبنتها عناصر داعش والقاعدة وأنصار الشريعة في اليمن.
واعتبر الباحث صبري عفيف ان ذلك مؤشر يبين أن التقارير التي ترصد الأحداث الإرهابية غير محايدة في نقل الحقائق، بل ربما منظمات جماعة الإخوان المسيطرة على كثير من تلك المنظمات تعمل على طمس الحقائق وتزوير المعلومات خدمة لأهدافها السياسية وتماشيا مع توجهات المنظمات الإرهابية في اليمن، ومن جانب آخر شكل ضعف الإعلام الجنوبي ومراكز البحوث والدراسات في ترجمة ونشر التقارير الفصلية والسنوية لتلك العمليات التي تستهدف المدنيين في مدن الجنوب.
وخلص الباحث صبري عفيف إلى إن ظاهرة الإرهاب تمثل أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين وفي مناطق ومدن جنوب اليمن يعد بمثابة تهديد رئيسي ضد المدنيين، نظرا لما تمارسه تلك الجماعات المتطرفة من ترهيب وعنف وقتل وتدمير لتحقيق أهداف سياسية مدفوعة الأجر بتوجيهات من قيادات الإخوان اليمنية الجناح السياسي لتلك التنظيمات الإرهابية ، فتلك التنظيمات لا تأبى بالخسائر البشرية والمادية التي تتضرر منها المدنيين في مدن الجنوب في المقام الأول وتساهم في تقويض التنمية وتأخير الحسم العسكري في المواجهة مع المليشيات الحوثية الإرهابية .