حولت ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، فعاليات المخيمات الصيفية السنوية للمؤسسات التعليمية، إلى دورات طائفية، ودشنتها اليوم من مساجد بدلاً عن ساحات المدارس والأندية الرياضية المحلية كما جرت العادة.
وتسعى الميليشيات الحوثية من خلال مثل هذه الفعاليات الطائفية لتكريس تقديس قياداتهم وفرض قسَم الولاء على الطلاب والنشء، واستكمال التغيير الديموغرافي من خلال التطهير العرقي والتهجير وتملك الأراضي بشكل واسع، وطمس التاريخ اليمني في مقابل الاحتفاء بمجرمي الإمامة وطباعة ونشر كتبها.
لذلك طالب زعيم الميليشيات، عبدالملك الحوثي في كلمته لتدشين هذه الفعاليات، الآباء بدفع أبنائهم للاستفادة من الدورات والمشاركة فيها، باعتبارها مسألة مهمة لإيجاد جيل ينشأ في هذه الظروف والمرحلة الحساسة التي تواجه فيه الأمة تحديات كبيرة تحتاج للعلم والوعي والبصيرة والهدى والنور والفهم والحكمة والرؤية الصحيحة، على حد زعمه.
كما زعم أن المشاركة في هذه الفعاليات أهم وأعظم وأقدس وأسمى ما تخدم به ابنك وتقدمه له، وهو أهم حتى من الطعام والشراب.
وكعادته تحدث زعيم الميليشيات عن الهوية الإيمانية والرعاية الإلهية لمواجهة هيمنة الأعداء السياسية والثقافية والإعلامية والعسكرية التي هي عبارة عن ضلال بكل ما تعنيه الكلمة، على حد قوله.
وبهذا الصدد، حذر الكاتب السياسي، عبدالله إسماعيل، في منشور مطول على حسابه في الفيسبوك، مما يلقنه الحوثي للأطفال في مراكزه الصيفية.. مؤكداً أنه خطير وخلاصته تحويل جيل كامل إلى مجرد بيادق لفكر منحرف، لا يؤمن بالتعايش ولا يرى إلا أوهام العنصرية وخرافة الولاية وتكفير المخالف، هذه العقول الصغيرة يحولها الحوثي إلى قنابل موقوتة بحيث يستخدمها في تدمير الحاضر والمستقبل.
وقال: تمارس السلالة منهجية "الإبادة الثقافية" ضد اليمنيين وهويتهم، وتستخدم لذلك العديد من الوسائل التي تكررت في تاريخ أسلافها، مستغلة انشغال خصومها بمعاركهم الذاتية والبينية، ومستفيدة من صمت النخب الدينية والثقافية والرسمية، ما أوجد مساحات وفراغات للعبث الحوثي، فعملت على تجنيد الأطفال، وتفخيخ العقول، وتشويه كل ما هو يمني، لصالح هويتها المستوردة كليا من ولاية الولي الفقيه في إيران.
ويرى إسماعيل "أن ما يصرفه الحوثي للدورات والمراكز الصيفية هدفه مدمر، تلك المبالغ المهولة التي تستقطب بها الحوثية، ترغيبا وترهيبا، مئات الآلاف من الطلاب والأطفال، يتلقون فيها ضروب الشحن الطائفي، والكراهية المجتمعية، تضرب عميقا في عقيدة اليمنيين، وتؤسس للطائفية بكل وقاحة".
وأشار إلى أن أي مشكلة لا تبدأ بفهم جوهر معركة اليمنيين، وأن المتوردين بأفكارهم وعمالتهم وتجريفهم ومراكزهم الصيفية، وجنايتهم المستمرة على اليمنيين هم أساس الكارثة وجوهر المصائب والمصاعب، فلن يجد لها اليمنيون الحل، فالمعادلة أولا وأخيرا، مشروع يمني في مقابل مشروع سلالي، ليس الحوثي إلا آخر تجلياته الآثمة.
ويؤكد الكاتب إسماعيل، أن ما تحدثه السلالة في عقول الأطفال، والعبث في المناهج، أكثر خطرا على الحاضر والمستقبل من كل التدمير الذي أحدثته في الحرب، فما دمر يمكن بناؤه وأي خسارة مادية يمكن تعويضها، وما لا يسهل إصلاحه هو الخراب الفكري وهزيمة الوعي وتفخيخ العقول، ومن ينأى بنفسه عن معركة الوعي، مشارك في جريمة الحوثي، وهو بلا كرامة أو إحساس بالواجب.