الرئيسية > اخبار محلية >  استهداف الإرهاب للمنظمات الدولية.. تطور خطير في الحرب الحوثية الإخوانية على الجنوب

 استهداف الإرهاب للمنظمات الدولية.. تطور خطير في الحرب الحوثية الإخوانية على الجنوب

تشكل جباية الابتزاز للمنظمات الدولية موردا هاما بالنسبة للحوثيين كما ان وجود مقراتها الرئيسية في صنعاء توفر له خدمة سياسية استغلتها الاطراف الاقليمية الداعمة له لتسويق مغالطات اكذوبة ان ادراج الحوثي في قائمة التنظيمات الارهابية سيعرقل العملية السياسية وسيفاقم من الازمة الانسانية  

 

هذه الخدعة التي كشفت دورا امميا خاذلا ورخوا إزاء الوضع الانساني والامني الذي تسببه وفاقم من حدته ارهاب الحوثي اجرت على الحوثي ومليشياته تحديثا في تأصيله بوصفه إرهاب إنطلق من الخرافة الطائفية الايرانية واستظل بخدعة ساذجة انطلت على الموقف الاممي.  

 

بالعودة للحديث عن المنظمات الدولية فقد شكل الاستقرار الامني بمحافظات الجنوب المحررة منها العاصمة عدن عنصرا محفزا لفكاك المنظمات الدولية من ابتزاز وحصار مليشيات الحوثي بصنعاء وعلى كل نطاق سيطرة مليشياته، حيث نقلت العديد من المنظمات مقراتها الى العاصمة عدن لتنفيذ برامجها على مستوى مدن الجنوب واريافها، وهو الامر الذي ازعج الحوثي ودفعه لإستنفار كل ادواته الارهابية منها التي اكتسبها من تخادم المليشيات الاخوانية معه لإستهداف المناخ الامني المستقر في الجنوب ومحاولة زرع ألغام جديدة في طريق مهام المنظمات الانسانية الدولية .  

 

إذ يرى الحوثي في استقرار الجنوب تهديدا له في الشمال ونهاية لاطماعه في الجنوب وبكونه ايضا نجاحا للتحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي، ويرى الحوثي في تطبيع الاوضاع بالجنوب منها الامنية ما يراه الطرف الاخواني المهيمن على ما تسمى بالشرعية التي اظهرت ذلك بصورة معلنة وفجة في تبريرها لإنتهاج سياسة الحصار والعقاب الجماعي الممنهج على الجنوب ، ففي ديسمبر 2017م ، قال وزير الخارجية السابق عبدالملك المخلافي و في رده على سؤال مذيعة في قناة عدن سكاي حول اسباب فشل الحكومة في جعل مدن الجنوب نموذجا يحتذى به : “نعترف أن في قصور للحكومة، لكن هناك طرف يرى ان الاستقرار في الجنوب يخدم مشروع وحلم الانفصال  

 

يتشارك الحوثي وتيار الاخوان في المؤسستين الرئاسية والحكومية تعطيل الحياة وتدمير البنية التحتية الخدماتية للعاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوب المحررة وتأزيم الواقع المعيشي للمواطنين بهدف منع” الانفصال،” على حد زعمهم .  

 

الواقع المعيشي للمواطن يكشف جانب آخر من التخادم الاخواني الحوثي في الحرب على الجنوب على كافة الصعد الاقتصادية والعسكرية والامنية والسياسية وعلى قاعدة ” الوحدة او الموت ” لكن نتائج هذه الحرب رغم بشاعتها واساليبها القذرة وتعدد جبهاتها لم تؤثر في ثوابت المواطن الجنوبي ولم تسقط اهدافه التحررية والخلاص من وحدة الموت والارهاب، بل زادته صلابة في نضاله واصرارا على استعادة دولته الجنوبية الفيدرالية ، ويتجلى هذا العزم بالتكامل الامني والعسكري والمجتمعي في إحباط مخططات ارهابية حوثية اخوانية هدفت الى إظهار المحافظات الجنوب المحررة ، بما فيها العاصمة عدن، على أنها بيئة غير صالحة لعمل وكالات العون والإغاثة الدولية، وهو مخطط يستهدف إجبار هذه المنظمات على المغادرة لتعود للعمل من صنعاء الخاضعة لمليشيات الحوثي الإرهابية.  

 

لم يكتب لهذا المخطط النجاح إلا بما تقترفه مليشيات الحوثي من اطباق الحصار على المنظمات والهيئات الدولية بالعاصمة اليمنية صنعاء للحيلولة دون نقل مقرات عملها الى العاصمة الجنوبية عدن ، وعلى غرار ذلك انتهجت المليشيات الاخوانية الى إستهداف حركة طواقم الهيئات والمنظمات الدولية في النطاق الجغرافي من سيطرتها وتحديدا المنطقة الوسطى بمحافظة ابين، وذلك عبر عناصر ارهابية جرى توليفها واستنساخ البعض منها وتنظيمها وتأطيرها في سياق الحرب على الجنوب.  

 

في ال 13 من فبراير الجاري اقدم مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة الارهابي الى إختطاف خمسة من موضفي الامم المتحدة بمنطقة السويداء بين مديريتي ( لودر ومودية) الخاضعة لمليشيات وقوات الاخوان ومازال مصيرهم مجهول.  

 

ووقد اعادت هذه الحادثة الارهابية تسليط الضوء على مساحة النفوذ التي يتمتّع بها التنظيم الارهابي في اجزاء من محافظة أبين وكذلك في وادي وصحراء خضرموت ، وتحت غطاء من مليشيات الاخوان.  

 

وفي المجمل هنالك مصلحة لمليشيات الإخوان والحوثي في إظهار الجنوب كبيئة غير صالحة لعمل المنظمات الإنسانية و وكالات العون والإغاثة الدولية، ولاجل نجاح تلك المصلحة يتشارك الاخوان والحوثي العمل على مخطط إصباغ الهوية الجنوبية على الارهاب وتنظيماته المعروفة بمنشأها ومشربها الفكري والمادي والبشري والقيادي الشمالي