دخل اليمنيون العام الجديد بآمال السلام وإنهاء معاناتهم التي فجرتها ميليشيا الحوثي قبل سبع سنوات، بنوا آمالهم على تحركات ومبادرات دولية لعلها تسفر عن نهاية الآلام، مع حاجتهم لوصول المساعدات الإنسانية إليهم. لكن الميليشيا اختطت طريقاً آخر عنوانه التصعيد وإشعال المعارك في مختلف الجبهات. ودفعت الميليشيا بين أكتوبر وديسمبر الماضيين، نحو تصعيد في الحديدة والجوف ومأرب وشبوة، بالتوازي مع رفضها خطة السلام الأممية المعززة بمقترحات إقليمية ودولية.
ويرى مراقبون أن التصعيد الحوثي تسبّب في نزوح أكثر من 69000 شخص خلال أول ثلاثة أشهر، 64 في المئة منهم داخل محافظة مأرب، مشيرين إلى أن التصعيد في جنوب الحديدة تسبّب في إغلاق جزء من الطريق التجاري الرئيسي المستخدم لنقل البضائع للمحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيا من ميناء عدن، ما أدى لارتفاع تكاليف النقل، وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ويلفت المراقبون إلى أن الشرعية أجبرت بعد قبولها كل المبادرات لمواجهة تصعيد الميليشيا في مختلف الجبهات، موضحين أن الميليشيا وضعت العراقيل في طريق الحل السياسي برفضها استقبال المبعوث الأممي في صنعاء، واستمرارها في ممارساتها الإرهابية وأعمالها الإجرامية بحق المدنيين والنازحين، الأمر الذي لم يجعل من سبيل لإجبارها على الرضوخ للسلام سوى الانتصارات العسكرية والضغوط الدولية.
وأوضح المراقبون أن الشرعية رأت أن القفز على مسببات الحرب، المتمثلة في الانقلاب الحوثي، لن يحقق السلام، باعتبار أن جذور الأزمة تكمن في انقلاب على السلطة الشرعية وتحدي إرادة الشعب والمجتمع الدولي والقرارات الدولية، مؤكدين أن سنوات الحرب مع الميليشيا كشفت جلياً عدم رغبتها في العودة لمسار السلام، إلا حال هزيمتها على الأرض واستمرار الضغوط الدولية.
مراوغة وتنصّل
ويشير المراقبون إلى أنه مع التغيير الكبير الذي شهدته جبهات القتال لصالح الشرعية، سارعت الميليشيا للاتصال بمبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، هانس غوندبورغ، وطلبت لقاءه بعد شهور من مقاطعته ورفضها استقباله في صنعاء، بل أبدت استعدادها لترتيب زيارة قريبة له لصنعاء، وذهبت للحديث عن صفقة كبرى لتبادل الأسرى مع الشرعية، فضلاً عن محاولتها المراوغة والحديث عن جاهزيتها للسلام، في محاولة لكسب الوقت والعودة لاحقاً للتنصّل من الالتزامات.
وأردف المراقبون أنه مع كل انتصار تحرزه الشرعية تزداد آمال اليمنيين في اقتراب السلام، لافتين إلى أن الهزائم التي تتلقاها الميليشيا في جنوب مأرب ووسط مدينة حرض وشرق الجوف وغرب تعز، كفيلة بإجبارها على الرضوخ لدعوات السلام والعودة لطاولة الحوار.