استوفت مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، جميع الشروط المؤهلة لوضعها في أعلى قمة قائمة الإرهاب، إلا أن هناك تهرباً دولياً ومماطلة، ما يفسر وجود تواطؤ لحماية الحوثي، والاكتفاء بالنظر إلى اليمنيين وهم تحت خط الفقر والجوع والقتل والمرض.
وأكد يمينيون، أن الحوثيين يعبثون بالبلاد والعباد بطريقة وحشية، ويمارسون سياسة تجويع ممنهجة بحق الشعب، وأن الوقت قد حان لمحاسبتهم.
تواطؤ دولي
ويبرر المجتمع الدولي والمراقبون، بعدم وضع الحوثي على لائحة الإرهاب، من أن يؤدي هذا التصنيف إلى مجاعة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في البلاد من خلال تقليص المساعدات وأعمال القطاع الخاص.
فيما تنهب مليشيا الحوثي الإرهابية، وحسب تقارير دولية ومحلية واعتراف المنظمات، المساعدات الإنسانية من أغذية وأدوية مقدمة من المنظمات والمانحين والوكالات الإغاثية والإنسانية أحد مصادر تمويل ما يسمونه بالمجهود الحربي المتمثل بدعم مقاتليهم في الجبهات والمناطق التي يسيطرون عليها.
الجوع سيد الموقف
وتمارس مليشيات الحوثي سياسة التجويع بحق الشعب اليمني من خلال سيطرتها على ميناء الحديدة والصليف وفرض منافذ جمركية على الشاحنات الإغاثية في مداخل المحافظات غير المحررة، التي تؤدي إلى رفع أسعار السلع الغذائية أضعافا مضاعفة يستحيل على المواطنين الذين أوقفت المليشيا مرتباتهم منذ سبع سنوات أن يواكبوا هذه الأسعار.
وتنوعت الانتهاكات بحق المساعدات الإغاثية بين نهب الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأدوية، وقصف مخازن المنظمات الأممية خصوصا في الحديدة إلى جانب قصف سفن وشاحنات محملة بالمساعدات وقتل عدد من سائقيها، بالإضافة إلى منع الفرق الميدانية للمنظمات الإنسانية من أداء عملها واحتجاز الموظفين التابعين لهذه المنظمات ومنعهم من الوصول إلى المحافظات للقيام بمهامهم الإنسانية ووضع عراقيل كثيرة تشل عمل المنظمات الإنسانية باليمن.
وكانت إدارة جو بايدن الأمريكية غازلت الحوثي بإلغاء تصنيفه إرهابياً، بذريعة أن البلاد قد تدخل في براثن مجاعة واسعة النطاق، وكان الأمل في أن يعمل الحوثيون على تقليل هجماتهم لتجنب صب الزيت على النار. ولكن بدلاً من ذلك استهدفوا منشأة لتوزيع النفط تابعة لشركة "أرامكو" في جدة السعودية، في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، وكثفت هجماتها مؤخرا باستهداف السعودية واستهداف الإمارات.
مساعٍ إماراتية لإعادة تصنيف الحوثي إرهابياً
تحركت دولة الإمارات من أجل إدراج الحوثي في قائمة الإرهاب الأميركية بعد الهجوم بطائراتٍ مسيرة وصواريخ باليستية على منشآت ومناطق مدنية، مما أدى إلى تفكير إدارة بايدن في إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، أو أنه قيد الدراسة.
ومؤخراً وبعد مساعٍ إماراتية وإدانة دولية للهجوم الإرهابي على الإمارات، تأكدت إدارة بايدن أنّ قرار رفع الجماعة من قائمة الإرهاب كان قراراً غير ملائم، فقد أعطى إشارة للتنظيم الإرهابي بأنه قادر على الإمعان في مشروعه الإرهابي والتخريبي بعد اعتراف الولايات المتحدة به كفاعل دولي. والدليل على ذلك هو أنّ الهجمات الحوثية ضد أهدافٍ في اليمن والسعودية والخليج زادت بدرجة كبيرة بعد إلغاء تصنيفهم كإرهابيين.