معارك الجيش والعمالقة في غرب محافظة شبوة ضد الحوثي.. ويحلل ماذا بعد تحرير شبوة..
انتصارات شبوة هل تحدث تغييراً شاملاً في المشهد؟!
(5) ساعات فقط من المعارك كشفت فقاعة الحوثي وكذبة “نصره الإلهي”!
بعد تحرير شبوة.. هل تكون الضربة القادمة في مأرب أم البيضاء؟
معارك شبوة هل هي خارج الحسابات الجنوبية أم جزء لا يتجزأ منها؟
التحركات الجديدة ستفرض معادلة عسكرية أخرى.. فهل تمهد للتسوية السياسية؟
محافظ شبوة: قوات الجيش والعمالقة حررت عسيلان بمتابعة مباشرة من الرئيس هادي
السفير السعودي: انتصارات عسيلان بمحافظة شبوة أول الخير
تقرير / محمد حسين الدباء:
عهد جديد في محافظة شبوة بدأت ملامحه صبيحة العام الجديد 2022 بعد طي عام السقوط ٢٠٢١ بصراعاته السياسية ووضعه العسكري، حيث خسرت المحافظة ثلاث مديريات بيحان وعين وعسيلان، ويبدأ العام الجديد ٢٠٢٢ مع انطلاق حملة عسكرية لتحرير المديريات الثلاث.
وقد حققت قوات الحكومة الشرعية وقوات العمالقة أمس السبت انتصارا ملحوظا في مديرية عسيلان بعد ساعات من بدء عملية عسكرية واسعة أطلقتها قوات الحكومة مع قوات العمالقة لتحرير مديريات غرب شبوة والتي يفترض أن تصل إلى مارب والبيضاء.
وبحسب مصدر عسكري فقد سيطرت وحدات من قوات الحكومة الشرعية وألوية العمالقة، ظهر أمس على موقع (حيد بن عقيل) الاستراتيجي في مديرية عسيلان، وواصلت قوات الجيش وألوية العمالقة تقدمها في مديرية عسيلان حتى أسقطتها من يد مليشيا الحوثيين الانقلابية، هو ما أكده محافظ شبوة الشيخ عوض الوزير بقوله: “إن قوات الجيش والعمالقة حررت مديرية عسيلان”.. مضيفا “بتوفيق من الله وثبات الأبطال من قوات العمالقة والجيش، تم تحرير مديرية عسيلان بالكامل”.. شاكرا لرئيس الجمهورية متابعته المباشرة لسير العمليات العسكرية، كما شكر التحالف العربي في صنع هذا النصر المبين.
من جانبه أعلن قائد ألوية العمالقة العميد عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي عن نجاح عملية (إعصار الجنوب) بتحرير وتطهير مديرية عسيلان وقال: “إن انطلاق عملية (إعصار الجنوب) تأتي لتطهير وتحرير مديريات محافظة شبوة من سيطرة المليشيات الحوثية”.
وعلق السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر على الانتصارات التي حققتها قوات العمالقة في عسيلان بمحافظة شبوة قائلا: “أول الخير عسيلان شبوة”.
فقاعة الحوثي
أثبتت 5 ساعات من المعارك بين قوات العمالقة والحوثيين بمديرية عسيلان في محافظة شبوة زيف الخرافة التي روجها الحوثيون خلال سنوات حول قوة قواتهم، وفر مسلحو الحوثي خلال ساعات قليلة فقط من المواجهات مع قوات العمالقة إلى مناطق بعيدة جدا عن مسرح العمليات.
وأضاف مواطنون وسكان يقطنون بالقرب من الطريق الرئيسي الواصل بين مديريات بيحان أن العشرات من عناصر ميلشيات الحوثي شوهدوا وهم يفرون الى خارج المديرية.
وقال أحد السكان “شاهدناهم وهم يفرون على متن دراجات نارية واطقم إلى خارج المديرية”.
وعلق الكاتب السياسي الدكتور محمد جميح “عندما يتقدم الحوثي في منطقة يسخر من “الانسحاب التكتيكي” لخصومه، ويتحدث عن “نصر إلهي”، مضيفا “اليوم ومع انكساره في عسيلان يبدو أنه لا بد للكاهن من استعمال مصطلح “انسحاب تكتيكي”، لأنه لا يجوز أن نقول “هزيمة إلهية”.
وأشار السياسي وعضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل صالح البيضاني إلى أن قوات العمالقة تثبت مرة أخرى حقيقة المليشيات الحوثية عسكرياً، وقال “إن ألوية العمالقة أثبتت أن الحوثيين ليسوا أقوياء عسكرياً كما يزعم البعض وأن الإرادة والشجاعة كفيلة بإلحاق الهزائم بهم وتمريغ انوفهم في التراب كما حدث بالأمس في الساحل الغربي وكما يحدث اليوم في شبوة”.
ماذا بعد عسيلان؟
توقع خبير ومحلل عسكري تحرير مديريتي بيحان وعين في محافظة شبوة من مليشيات الحوثي الانقلابية خلال اليومين المقبلين.
وقال العميد خالد النسي “عسيلان المديرية الأكبر مساحة في المديريات المحتلة في شبوة وتم تحريرها خلال ساعات، وبيحان وعين سيتم تحريرها خلال اليومين المقبلين إن شاء الله”.
وأوضح النسي أن “الحوثي لا يشكل فارقا وبالإمكان هزيمته إذا وجد الصدق والإخلاص والصدق والنزاهة وهذه الصفات لا تمتلكها الشرعية وبالتالي لا تستطيع هزيمة الحوثي”.
وأكدت مصادر أنه بعد ساعات من استعادة عسيلان هاجم مسلحون قبليون ميلشيا الحوثي داخل مركز مديرية بيحان، وقال شهود عيان لصحيفة (عدن الغد): “إن مسلحين قبليين من قبائل بلحارث هاجموا مواقع تابعة للحوثيين وسط مدينة النقوب بيحان ودمروا طقمين للقوات الموالية للحوثيين.
بعد تحرير شبوة.. مأرب أم البيضاء؟
أكد الباحث السياسي نجيب غلاب أن الاستراتيجية العسكرية ستأخذ بعدها الوطني والعربي في شبوة التي قال إن تحريرها مسألة وقت بينما النقلة الأكبر ستكون في البيضاء.
واعتبر غلاب أن “إعادة التموضع الذي حدث في الساحل موجة جديدة وصلت اليوم إلى شبوة وغدا ستكون في البيضاء، كما أن نتائجها ستنعكس في مأرب ضمن استراتيجية إعادة بناء قواعد الحرب”.
ولفت غلاب إلى أن “الميليشيات الحوثية التي فشلت خلال عام 2021 في مأرب وعجزت عن اجتياحها تحاول أن تقول إن بإمكانها استهداف شبوة والتغيير الذي تتبناه (الشرعية) بإسناد ودعم التحالف الذي يقودها إلى استنزاف كبير في جبهات شرق اليمن وفي غربه”.
وتابع “وصلت الميليشيات الحوثية إلى ذروة قوتها بالهجوم على مأرب واحتلال ثلاث مديريات في شبوة، والضربة القادمة ستكون قاصمة ومسألة وقت وستكون القوى الوطنية على حدود صنعاء وبعدها ليس أمام المشروع الإيراني في اليمن إلا الاستسلام أو الانتحار”.
معارك شبوة خارج الحسابات الجنوبية!
هاني البيض، نجل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، قال: “إن أي تقدم لقوات العمالقة صوب المديريات الجنوبية لمحافظة مأرب سيكون لأجل أهداف تكتيكية خارج نطاق الحسابات الجنوبية” حد وصفه.
وأضاف “بصراحة وعلى بلاطة إذا كان الهدف من تحريك ألوية العمالقة تحرير المديريات الجنوبية الـ3 اللاتي سقطت بيد الحوثي وتمكين الجنوبيين في ارضهم فهذا مطلب الغالبية الجنوبية وسيزداد الالتفاف حول هذا التوجه شعبيًا وعسكريًا وقد يحقق نتائج فارقة في الحرب مع الحوثيين”.
لكنه استدرك قائلا: “أما إذا كان لأجل اهداف تكتيكية خارج نطاق الحسابات الجنوبية، لتخفيف الضغط ن مأرب والضغط على الحوثي لقبول التسوية والذهاب الى التفاوض فهدا امر اخر”.
وتابع بالقول: “لأننا لم نجد مبرر لبقاء جبهة الشيخ سالم في ابين وقوات تناصب العداء لقوات الانتقالي الجنوبي في شقرة ومناطق اخرى لازالت تتربص للانقضاض على عدن!”.
من جانبه خالف القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي عبدالعزيز الشيخ ما ذهب إليه البيض واعتبر ان تحرير محافظة شبوة سيضع القضية الجنوبية أمام مسار مختلف بقوله: “التطورات والانتصارات التي تشهدها شبوة ستحدث تغييراً شاملاً في المشهد”.. مضيفا “تحرير شبوة وطرد مليشيات الحوثي والإخوان منها، سيفتح أبواب نصر كبير، سيسمع صداه في كل محافظات الجنوب، وسيضع القضية الجنوبية أمام مسار مختلف، وبدعم ومؤازرة إقليمية ودولية”.
شبوة والمعادلة الجديدة
أكد الباحث السياسي فارس البيل أن تطورات الأحداث المتسارعة- من بينها إعادة التموضع العسكري في شبوة استعدادا لإطلاق عملية تحرير المديريات الثلاث- تأتي بعد الخفوت العسكري ومسار التفاوض الرتيب والمتعثر طوال الفترة الماضية.
وأشار البيل إلى أن التحركات العسكرية في مواجهة ميليشيا الحوثي انتقلت إلى مرحلة جديدة، بعد أن استغل الحوثي خلال الفترة الماضية حالة التيه التفاوضي السياسي ليعزز ممكناته على الأرض والبحث عن انتصارات جديدة، علاوة على حالة التشظي التي لازمت الأطراف المناوئة للحوثي، وبطء تنفيذ اتفاق الرياض، وهي جميعها عوامل منحت ميليشيا الحوثي حالة من الاسترخاء والتعزيز، فاتجهت نحو مأرب واستمرت مناوشاتها في الساحل الغربي، كما تقدمت باتجاه شبوة والبيضاء.
ويرى البيل أن عجز المجموعة الدولية والأممية عن إثبات جديتها في مساعي تحقيق السلام ساهم في إعادة الأصوات التي تدعو إلى التوحد في مواجهة الحوثي واعتبار الخيار العسكري هو الأمثل على الأقل لكسر حالة التمكن.
وأضاف “تتغير مسارات الخيار العسكري وتكتيكاته؛ هناك إصرار على استعادة ما سلبه الحوثي من محافظة شبوة كأبعد نقطة يصل إليها الحوثي باتجاه الجنوب، وستترتب على ذلك مواصلة التقدمات والاستعادة، ولا ينبغي التوقف عند مرحلة ما. وما يزيد الحاجة إلى ذلك استراتيجية التحالف الجديدة في استهداف عتاد الميليشيا وترسانتها بضراوة ودقة، إضافة إلى إصرار الميليشيا المستمر على السيطرة على مأرب والحشد عندها كل ذلك يزيد الحاجة إلى تحركات عسكرية واسعة ونوعية ومختلفة لتغيير خارطة السيطرة الميدانية، فالحوثي يتباهى بقدرته على الاحتفاظ والسيطرة على مناطق الكثافة السكانية والتجارية، كما يشعر بالراحة وهو ينقل المعركة من جبهة إلى أخرى كيفما يشاء دون أن يكون هناك ضغط عسكري مباغت ومفاجئ أو واسع ضده، كما لو كان المتحكم في مسار واتجاهات المعركة”.
وتابع “هذه التحركات الجديدة ستفرض معادلة عسكرية جديدة، لن يكون فيها الحوثي صاحب الاختيار، كما أنه سيتعرض للإنهاك والاستنزاف لأنه سيضطر إلى خوض مواجهات في جبهات مختلفة في وقت واحد- والمهم ألا تبقى هذه التحركات الجديدة نحو شبوة وغيرها مجرد تحركات مؤقتة- أو البحث عن انتصارات محدودة؛ فإذا استمرت هذه التحركات بهذه النوعية والتعدد سنشهد هزائم كثيرة للحوثي قد تغير مسار الحرب تماما في اليمن وتفرض حلولا جديدة للسلام، وإن بقيت هذه التحركات مجرد تكتيكات مؤقتة فإن استمرار المعاناة والحرب وسيطرة الحوثي وتعنته ستمتد إلى مراحل