تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن، لاحتضان واحدة من أبرز الفعاليات السياسية والإنسانية للجاليات الجنوبية في الخارج، حيث تنطلق في الفترة من 16 إلى 18 يونيو فعاليات "أيام مناصرة شعب الجنوب".
هذه الفعاليات المهمة سيشارك فيها عدد من رؤساء وناشطي الجاليات الجنوبية من مختلف الولايات الأمريكية.
هذه الفعالية تأتي في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تصاعد التحديات الإنسانية والسياسية التي يواجهها أبناء الجنوب العربي، وتزايد المطالبات الدولية بوضع حد للحرب وإحلال السلام المستدام.
هذه المبادرة تأتي امتدادًا لجهود الجاليات الجنوبية المنظمة في الولايات المتحدة، والتي لطالما شكّلت جبهة خارجية فعّالة لنقل معاناة الداخل إلى صانعي القرار في الغرب.
تتميز نسخة هذا العام من أيام المناصرة بأهمية استثنائية، نظراً لما يتضمنه برنامجها من لقاءات رسمية مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي ومسؤولين في دوائر صنع القرار في الإدارة الأمريكية.
يضاف إلى ذلك تنظيم عدد من الندوات المفتوحة والوقفات الرمزية التي تسلط الضوء على الأوضاع المتدهورة في عدن وباقي محافظات الجنوب.
تهدف الفعالية إلى تقديم ملف متكامل عن المعاناة المعيشية التي يكابدها الجنوبيون في ظل استمرار حرب الخدمات، والانهيار الاقتصادي، وغياب الاستقرار السياسي، وتوسع رقعة الإرهاب، إضافة إلى القيود التي تفرضها بعض القوى المناهضة لطموحات الجنوبيين في استعادة دولتهم المستقلة.
وسينقل وفد الجاليات الجنوبية صورة حقيقية عن الأوضاع على الأرض، مدعّمة بتقارير وإحصاءات توثق تدهور الواقع الإنساني، وتكشف حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن الجنوبي بشكل يومي.
كما تسعى "أيام المناصرة" إلى دفع الإدارة الأمريكية والمؤسسات التشريعية نحو تبني مواقف أكثر وضوحاً في دعم حق شعب الجنوب في تقرير مصيره، بما يتسق مع مبادئ الديمقراطية التي تقوم عليها السياسة الأمريكية.
وحسبما يؤكد المنظمون، فإنَّ الحوار المباشر مع المشرّعين الأمريكيين يمثل خطوة استراتيجية في اتجاه كسر التعتيم الإعلامي والدبلوماسي الذي طالما أُحكم على قضية الجنوب.
ومن المقرر عقد لقاءات ثنائية وجماعية مع شخصيات مؤثرة في الكونغرس، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلى جانب التواصل مع مراكز أبحاث معنية بالشرق الأوسط، ومنظمات حقوقية دولية تتخذ من واشنطن مقراً لها.
ويتناول النقاش عدة محاور، أبرزها الحاجة الملحة لإنهاء الحرب، وتفكيك بؤر الإرهاب، وتهيئة بيئة سياسية حاضنة لسلام عادل يضمن حق الجنوبيين في استعادة دولتهم الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة، وفق حدود ما قبل مايو 1990.
هذه المحاور تحمل أهمية كبيرة على صعيد التعريف بقضية شعب الجنوب وتعزيز مساره التحرري وترسيخ حقه في استعادة دولته.