أفاد سكان محليون في العاصمة اليمنية صنعاء باندلاع أزمة وقود حادّة ومفاجئة، بعد إغلاق العديد من محطات التعبئة أبوابها، في ظل حملة أمنية نفذتها جماعة الحوثيين تستهدف محطات الوقود مع قرب نفاد المخزون بفعل استمرار أمريكا استهداف أي سفن نفطية تقترب من الموانئ الخاضعة للجماعة المسلحة.
وأفادت مصادر محلية بأن جماعة الحوثي أغلقت العديد من محطات الوقود في عدة محافظات، منها صنعاء والحديدة وذمار وإب، وألزمت بعضها بالاحتفاظ بجزء من الكميات لصالحها، تمهيدًا لبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.
وتسببت هذه الإجراءات في ازدحام شديد أمام المحطات المتبقية، حيث يسعى المواطنون للحصول على الوقود وسط مخاوف من تفاقم الأزمة .
وتأتي هذه التطورات في ظل تراجع واردات الوقود إلى مناطق الحوثيين بنسبة 73%، وفقًا لبيانات أممية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد.
وتزامنت هذه الأزمة مع بدء نقص حاد في المشتقات النفطية، مما أثار مخاوف من تفاقم الأوضاع المعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعة.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى القصف الأمريكي الأخير لمنشأة ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة، والذي أدى إلى تعطيل عمليات استيراد الوقود، حيث يُعتبر الميناء المنفذ الرئيسي لإدخال المشتقات النفطية إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواجه فيه الجماعة ضغوطًا متزايدة بعد تهديدات إسرائيلية بالرد على هجماتها الصاروخية، التي كان آخرها استهداف مطار “بن غوريون” قرب تل أبيب بصاروخ باليستي فائق السرعة من نوع “فلسطين 2″، مما أدى إلى تعليق حركة الملاحة الجوية مؤقتًا.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تؤدي إلى مزيد من التضييق على واردات الوقود، الأمر الذي سينعكس على السلع الأساسية والخدمات والعملة، مما يفاقم معاناة المدنيين وسط تدهور اقتصادي متصاعد، في ظل إجراءات الحوثيين وتصعيدها العسكري في البحر الأحمر وتجاه “إسرائيل”.