في مشهد يتكرر ويزداد سوءًا، تحولت بعض شوارع العاصمة عدن إلى برك من مياه الصرف الصحي، وسط غياب شبه تام للمعالجات الجذرية وازدواج في المسؤوليات الخدمية، بحسب ما أظهرته منشورات مواطنين وإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي.
الإعلامية جيهان حكيم نشرت صورًا حديثة تُظهر فيضانات المجاري في أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة، وعلّقت بعبارات ساخرة تلخص حجم الإحباط العام: "هذا مش أثر مطر.. هذه المجاري عزكم الله بالشوارع. اللي يهرب من انقطاع الكهرباء يلاقي أشياء لا تُسر في الشارع."
الصور والتعليقات أثارت تفاعلًا واسعًا بين المواطنين، الذين اعتبروا أن المشهد يمثل وجهًا آخر لانهيار الخدمات في المدينة، خصوصًا في ظل الأزمات المتلاحقة في الكهرباء والمياه وغياب آليات الصيانة الدورية لشبكات الصرف الصحي.
وحمّل ناشطون السلطات المحلية وصندوق النظافة والتحسين والمؤسسات الخدمية مسؤولية ما وصفوه بـ"الشلل المزمن"، مؤكدين أن "الأزمات باتت تتنقل من السماء إلى الأرض، من انقطاع الكهرباء إلى انفجار المجاري".
يأتي ذلك وسط تغييرات إدارية متكررة في هرم الحكومة اليمنية، ما اعتبره البعض تكرارًا لدورة الإخفاقات بدلًا من البحث عن حلول حقيقية، حيث تشهد المدينة العاصمة في تقديم الخدمات الأساسية، رغم التصريحات المتكررة بوجود خطط للإصلاح.
ويخشى المواطنون أن تؤدي مثل هذه الأوضاع إلى تفشي الأمراض، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة، داعين إلى تدخل عاجل من الجهات المعنية واتخاذ إجراءات فعالة تتجاوز التصريحات وتلامس الواقع المتردي.