برعاية محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، أُقامت السلطة المحلية بحضرموت، اليوم بالمكلا، حفلاً خطابيًا وفنيًا بمناسبة الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة “24 أبريل 2016″، وتكريمًا لتضحيات رجال النخبة الحضرمية والأجهزة الأمنية الذين سطروا ملحمة وطنية خالدة.
الحفل الذي حضره الأمين العام للمجلس المحلي بحضرموت الأستاذ صالح عبود العمقي، وأعضاء مجلسا النواب والشورى، ووكلاء المحافظة، ومديرو المكاتب التنفيذية والمديريات، والقيادات العسكرية والأمنية والمجتمعية، وأسر الشهداء، وقطاعا المرأة والشباب، ونظمه مكتب وزارة الثقافة بساحل حضرموت تحت شعار “حضرموت أرض واحدة .. وقوة واحدة .. وقيادة واحدة”، بدأ فعالياته بعزف الفرقة النحاسية بالمنطقة العسكرية الثانية للنشيد الوطني، وسط أعناق مشرئبة بالفخر والزهو بالنصر المجيد.
وألقى الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الأستاذ صالح العمقي، كلمة
نقل في مستهلها تحيات محافظ حضرموت رئيس اللجنة الأمنية العليا بالمحافظة الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، الذي يُشدِّد على أن هذا اليوم ليس مجرد ذكرى، بل إرثٌ وطنيٌ يُجسِّد انتصار إرادة الحياة على ثقافة الموت، ويمثل منعطفًا تاريخيًّا أكد للعالم أن شعب حضرموت قادرٌ على صنع السلام وترسيخ قيم المحبة والتعايش.
وأكد الأمين العام أن حضرموت جسّدت بذلك اليوم المشهود أعظم قيم الإنسانية، واستقبلت النازحين من كل مكان، وقدمت الخدمات لهم دون تمييز مؤكدةً بأن السلام ليس شعارًا، بل عقيدة راسخة، وأن هذه الذكرى تذكِّر العالم بأن محاربة الإرهاب تبدأ بالإصرار على بناء مجتمعٍ ينبذ الكراهية، ويرسخ العدل، ويرعى الإنسان.
وأضاف العمقي “أن يوم 24 أبريل 2016 يومٌ سيخلده التاريخ، ليس فقط لأنه تاريخ تحرير الأرض، بل لأنه رمزٌ لانتصار إرادة الشعب الحضرمي وقواته الباسلة على ثقافة العنف والظلام، ويوم للتذكير بتضحيات قوات النخبة الحضرمية والأجهزة الأمنية التي كتبت بدمائها ملحمة وطنية أعادت الأمل لأبناء حضرموت، ويوم لاستذكار البطولة النادرة لقواتنا التي حاربت الإرهاب بقلوبٍ لا تعرف الخوف، فبات هذا اليوم يُذكّرنا بأن الأمن ليس منةً من أحد، بل ثمرة تضحياتٍ لا تُنسى”.
وحيّا الأمين العام تضحيات الشهداء الذين روَّوا بدمائهم تراب هذه الأرض الطاهرة، وقدموا أغلى ما لديهم فداءً لاستقرارنا، مجسدين أن الوطن يُبنى بالتضحيات، وأن السلام يُرسَم بالإخلاص.
وتطرق الأمين العام إلى ما تمر به حضرموت من منعطفٍ خطير، وتحديات أمنية وخدمية وتنموية، قائلاً “نمر اليوم بمرحلة مصيرية وتحديات أمنية واقتصادية، لكننا نثق بأن وحدة صفكم هي سلاحنا الأقوى.. لن يُفرِّقنا خلاف، ولن يُضعفنا اختلاف، فحضرموت فوق الجميع، ندعوكم إلى تعزيز التآخي ومد جسور الصفح بين كل مكونات المجتمع، ودعم جهود السلطة المحلية لإكمال المشاريع التنموية التي تلامس معاناة المواطن، وحماية المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء، وعدم السماح لأحدٍ بتقويضها”.
وأضاف “رسالتي اليوم في هذا الحفل الوفائي، أن نعمل معًا على بناء مؤسساتنا، ودعم جهود إعادة الإعمار والتنمية، ولنُساند بعضنا في تخفيف معاناة الناس، ولنُعلِّم العالم أن الحرب على الإرهاب لا تُخاض بالسلاح فقط، بل بالتعليم والعدل والتنمية”.
وقال الأمين العام “لطالما كانت حضرموت وستبقى أرضًا للتعايش والمحبة والسلام، وعليه نوجِّه نداءً للمجتمع الدولي بالحفاظ على وحدة حضرموت وسلامة أراضيها، فهي قلعة الأمن والاستقرار في اليمن.. ادعموا جهودنا في التنمية، وتمكين الشباب من صنع مستقبلهم.. لا تتركوا هذه الأرض التي ضحَّت من أجل السلام، تُواجه التحديات وحدها”.
وتقدم الأمين العام ببالغ الامتنان إلى دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، اللتان وقفتا ولا تزال مع شعبنا في أحلك الظروف، فدعمهم العسكري والإنساني والتنموي ومشاركتهم بالدم كان عونًا لنا في تحقيق النصر، وإعادة الأمل.
والقى رئيس شعبة التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية الثانية، العميد يسر خيرالله، كلمةً نيابة عن السلك العسكري والأمني، ناقلاً تحيات قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، مُشيدًا بالدماء الطاهرة التي سُفكت في 24 أبريل، والتي وصفها بأنها شعلةٌ أضاءت طريق التحرير من رجس الإرهاب، وأشار إلى أن نصر أبريل لم يكن ليتحقق لولا الوحدة بين قوات النخبة الحضرمية والمواطنين، لافتًا إلى أن هذا التلاحم هو الذي طهَّر الساحل الحضرمي من عناصر الإرهاب، وحوَّل حضرموت إلى قلعة أمان، داعيًا إلى الالتفاف حول قوات النخبة والأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن حماية الأمن والاستقرار مسؤولية جماعية، ومُؤكدًا أن التماسك هو الضمانة الوحيدة لبقاء حضرموت شامخةً بعزتها وكرامتها، وختم كلمته بالشكر للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، واصفًا تدخلاتهما بالسند القوي لتحقيق النصر وحفظ الأمن.
وأكد مدير عام مكتب وزارة الثقافة بساحل حضرموت عبير الحضرمي، خلال كلمة ألقتها في احتفال الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من الإرهاب، أن الثقافة والفن كانا في خط الدفاع في مواجهة أفكار التطرف، مشيرةً إلى أن دماء الشهداء طهَّرت الأرض وأسست لعهد جديد من الحرية والتنمية، موضحةً أن المثقفين والفنانين تعرضوا لملاحقاتٍ ومضايقات إبان سيطرة القاعدة على ساحل حضرموت، لكنهم لم ينكسروا فتحولت الكلمة واللوحة واللحن إلى مقاومات شعبية، ولم تكن معركة التحرير عسكريةً فحسب، بل كانت معركة وعي، منوَّهة بدعم التحالف العربي الذي أسهم في استعادة الهوية الحضرمية.
وقدم في الحفل اوبريت ولوحات فنية بمشاركة كبار الفنانين، حملت عناوين “صمام الأمان” و” حضرموت الأرض والإنسان” و”ابريل يوم النصر” جسدت عظمة الحدث وتضحيات رجال النخبة والأمن والشهداء، وتلاحم المؤسسة العسكرية والأمنية مع المواطنين.