شنّت القوات الأميركية والبريطانية، فجر الأربعاء، ضربات جوية استهدفت منشآت عسكرية تابعة لمليشيا الحوثي جنوب العاصمة المختطفة صنعاء، ضمن عملية مشتركة تأتي في إطار الحملة الدولية لردع هجمات المليشيا المتكررة على الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن سلاح الجو الملكي البريطاني بالتعاون مع القوات الأميركية، نفذ ضربة جوية استهدفت منشأة لإنتاج الطائرات المسيّرة تقع على بعد نحو 25 كيلومتراً جنوب صنعاء، بعد تحليل استخباراتي كشف استخدام الموقع لتصنيع طائرات مسيّرة استُخدمت في الهجمات على السفن؛ وأوضحت أن العملية نُفذت ليلاً لتقليل خطر وقوع إصابات بين المدنيين.
وشاركت مقاتلات "تايفون FGR4" مدعومة بطائرات "فوييجر" للتزود بالوقود في تنفيذ الضربة باستخدام قنابل دقيقة التوجيه من طراز "بافواي 4"؛ ووصفت وزارة الدفاع البريطانية الضربة بأنها جزء من سياسة الحكومة الراسخة في مواجهة التهديدات الحوثية لحرية الملاحة الدولية.
في السياق كشف البنتاغون أن القوات الأميركية نفذت أكثر من ألف ضربة جوية دقيقة ضد مواقع حوثية منذ منتصف مارس، أسفرت عن مقتل قيادات بارزة في المليشيا تورطت في إطلاق الطائرات المسيّرة والصواريخ على السفن التجارية والعسكرية.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية موسعة لحماية الملاحة الدولية وضمان أمن القوات الأميركية وشركائها، مشددة على أن واشنطن لن تتهاون في مواجهة التهديدات، بينما حذّرت وزارة الخارجية الأميركية من تداعيات اقتصادية جسيمة لهجمات الحوثيين التي عطلت حركة التجارة وألحقت خسائر بمليارات الدولارات.
وتُعد هذه الضربات أول عملية تعلن عنها بريطانيا منذ انخراطها المباشر في العمليات، ما يعكس تصعيداً نوعياً وتحوّلاً في قواعد الهجوم مع اتساع رقعة العمليات واستهداف مصادر التهديد الحوثي بشكل أكثر كثافة.