كشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 210,000 إصابة مؤكدة بمرض الملاريا و18 حالة وفاة مرتبطة به خلال عام 2024 بالتزامن مع استمرار الانهيار الصحي الناجم عن الحرب وتغير المناخ.. وأوضحت المنظمة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للملاريا، أن المرض لا يزال يشكل عبئاً ثقيلاً على المجتمعات الهشة، خصوصاً في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وسط ضعف مزمن في النظام الصحي وتزايد الحاجة إلى تدخلات طارئة وموسعة.
وفي مواجهة هذا التحدي أعلنت "الصحة العالمية" توزيع أكثر من مليوني ناموسية معالجة، وفحص أكثر من 1.7 مليون حالة اشتباه، إلى جانب تدريب أكثر من 2,200 من العاملين الصحيين لتعزيز الترصد والاستجابة المجتمعية؛ ومع ذلك شددت المنظمة على ضرورة مضاعفة الجهود لتسريع تنفيذ برامج المكافحة، محذرةً من أن القضاء على الملاريا في اليمن يتطلب التزاماً مستداماً وشراكات فاعلة وزيادة كبيرة في الاستثمارات المحلية والدولية.
في السياق وفي ظل أسبوع التحصين العالمي، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 27,500 إصابة بمرض الحصبة و260 حالة وفاة خلال عام 2024 مشيرة إلى أن اليمن بات من بين أكثر البلدان تضرراً من تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات؛ وربطت المنظمة هذا الارتفاع الحاد بتدهور بنية الرعاية الصحية، والعوائق اللوجستية التي تعيق الوصول إلى التطعيم، لاسيما في المناطق النائية والمحرومة.
وإلى جانب الحصبة أوردت المنظمة تسجيل أكثر من 1,500 إصابة بالدفتيريا منذ 2017 وأكثر من 200 وفاة، بالإضافة إلى إصابة 272 طفلاً بفيروس شلل الأطفال المتحوّر منذ عودته عام 2021 ما يعكس هشاشة برامج التمنيع وغياب الوصول العادل إلى اللقاحات المنقذة للحياة.
ورغم الظروف المعقدة تمكنت الصحة العالمية من تطعيم نحو مليون طفل العام الماضي، في محاولة لتعزيز الحماية المجتمعية من هذه الأمراض القاتلة؛ وأكدت الدكتورة فريما كوليبالي زيربو القائم بأعمال ممثل المنظمة في اليمن، أن "التمنيع ليس فقط حماية للأفراد بل استثمار في مستقبل أكثر عدلاً وصموداً"؛ ودعت جميع الشركاء والجهات إلى مضاعفة الجهود لضمان إيصال اللقاحات لكل طفل، دون تمييز جغرافي أو اجتماعي، مؤكدة أن يمناً خالياً من الملاريا والأمراض الفتاكة يبدأ من التمنيع العادل والشامل.