أقدمت مليشيا الحوثي على اختطاف الشيخ القبلي البارز محمد علي صيّاد، المعروف بلقب "المراغة" والمرجعية العليا للعرف والقضاء القبلي في اليمن، في خطوة اعتبرتها مصادر قبلية استهدافاً سافراً للأعراف القبلية ومحاولة لإخضاع رموزها لسطوة الجماعة.
وأكدت المصادر أن الشيخ صيّاد اقتيد إلى أحد سجون الحوثيين في صنعاء دون توجيه أي تهمة، ما أثار استياءً واسعاً في أوساط قبائل خولان، التي سارعت إلى المطالبة بالإفراج الفوري عنه ورفضت الوساطة التي يقودها محافظ صنعاء المعيّن من الحوثيين، معتبرة إياها محاولة لتضليل الرأي العام.
ويُعد لقب "المراغة" في التقاليد القبلية اليمنية أعلى مرجعية للفصل في النزاعات الشائكة حيث يُلجأ إليه عند تعذر الحلول بين المشايخ والأطراف المحلية، ويحظى صاحبه بمكانة استثنائية من التقدير والقبول لدى مختلف القبائل.
ويرى مراقبون أن اختطاف شخصية بهذا المستوى من الاعتبار القبلي يُمثّل اعتداءً صارخاً على منظومة القيم والأعراف التي حافظت لعقود على تماسك النسيج الاجتماعي، ويكشف تصعيداً خطيراً من قبل الحوثيين لاستكمال مشروعهم في تقويض الهياكل التقليدية المستقلة عن هيمنتهم.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا بحق الشخصيات الاجتماعية والقبلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في إطار سياسة منهجية لإحكام قبضتها وكسر البنية القبلية التي طالما شكّلت حائط صد أمام استبداد الجماعة الإرهابية.