تواصل مليشيا الحوثي تمزيق شبكة حلفائها القبليين من الداخل في سياق متسارع يعكس تصاعد الشكوك والانقسامات بين صفوفها.. فقد اختطفت مؤخراً الشيخ "ناصر علي عزمان" أحد أبرز مشايخ بني مطر غرب صنعاء، والشيخ "أمين أحمد صالح البرعي" أحد أكبر الداعمين لها في محافظة الحديدة، في واقعتين مثيرتين للجدل أثارتا استياء واسعاً وتساؤلات حول مصير التحالفات التي بنتها الجماعة عبر سنوات من الحرب.
الشيخ عزمان الذي كرمه الحوثيون بلقب "المجاهد" تقديراً لجهوده في التحشيد لصالحهم، تم اختطافه دون أي مبرر قانوني وبناءً على بلاغات كيدية تتعلق بالتخابر مع دول أجنبية؛ الحادثة اعتُبرت طعنة غادرة في خاصرة التحالفات القبلية التي كانت تمثل العمود الفقري لسيطرة المليشيا، ما أثار غضباً قبلياً واسعاً وتوالت الدعوات للإفراج الفوري عنه.
وفي واقعة أخرى اعتقلت المليشيا الشيخ أمين البرعي في مديرية برع بمحافظة الحديدة، متهمة إياه بالتخابر وإرسال إحداثيات لمواقع عسكرية تعرضت لغارات أميركية؛ ورغم ولائه العميق للجماعة ودوره البارز في تجنيد المقاتلين لم تتردد المليشيا في اعتقاله، مما يعكس حالة من الذعر داخل صفوفها بسبب الشكوك المتزايدة في اختراقات أمنية.
مراقبون يعتبرون هذه الاعتقالات تجسيداً لتصدع داخلي عميق في الجماعة، يتزامن مع الضغوط العسكرية المتزايدة والانقسامات داخلها، ما دفعها إلى استهداف أكثر حلفائها ولاءً لها.
تجدر الاشارة الى أن مناطق سيطرة الحوثيين - لاسيما في صنعاء وصعدة - شهدت مؤخراً حملات أمنية غير مسبوقة واعتقالات سريعة تستهدف المدنيين والمقربين، ما يعكس تنامي الصراعات الداخلية بين أجنحة الجماعة.
