في إعلان وُصف بـ"التاريخي"، اعترف الاتحاد الدولي للسكري (IDF) رسميًا بنوع جديد من داء السكري، أُطلق عليه اسم "النوع الخامس" أو سكري النضج المبكر لدى الشباب (MODY). ويُعد هذا الاكتشاف خطوة مفصلية في مجال الطب، حيث أن هذا النوع النادر يصيب فئة المراهقين والشباب، ليس بسبب السمنة أو نمط الحياة كما هو شائع، بل نتيجة سوء التغذية، ما يعقد تشخيصه ويجعل علاجه محفوفًا بالتحديات.
ويُقدر عدد المصابين بهذا النوع الغامض بنحو 25 مليون شخص حول العالم، معظمهم في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. ويعاني المرضى من ضعف حاد في إفراز الأنسولين نتيجة خلل في خلايا البنكرياس، ما كان يؤدي في كثير من الحالات إلى تشخيص خاطئ كونه يشبه النوع الأول من السكري، في حين أن العلاج بالأنسولين قد لا يفيدهم بل قد يشكل خطرًا على حياتهم.
الدكتورة ميريديث هوكينز من كلية ألبرت أينشتاين للطب علّقت على الحدث قائلة:
"داء السكري المرتبط بسوء التغذية كان تاريخيًا غير مشخّص بشكل صحيح وغالبًا ما أُسيء فهمه. الاعتراف به كنوع خامس من السكري خطوة مهمة لتعزيز الوعي وتشجيع الأبحاث الجادة."
من جانبه، أوضح البروفيسور نيهال توماس، أستاذ الغدد الصماء بكلية الطب في الهند وعضو الفريق المختص بهذا النوع، أن المرض يؤدي إلى خلل في خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، مشيرًا إلى أن التشخيص الخاطئ واستخدام الأنسولين بشكل غير ملائم قد يسبب مضاعفات خطيرة.
ويُعد هذا الاعتراف العلمي الجديد دعوة ملحة لتعميق الأبحاث حول هذا النوع النادر، وفهم خصائصه بشكل أدق، لضمان تشخيص صحيح وعلاج آمن للمصابين به، خاصة في الدول التي تعاني من سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية.
