قال الكاتب الصحفي صالح أبو عوذل، إن الحشد القبلي الذي دعا إليه الشيخ عمرو بن حبريش في هضبة حضرموت لم يحقق النتائج المرجوة، رغم الزخم الإعلامي الكبير الذي رافق اللقاء، معتبرًا أن "مخرجاته خيّبت آمال حتى أقرب أنصاره".
وأوضح أبو عوذل، في مقال نشره على صفحته، أن "بن حبريش أخطأ في تقدير الموقف، بعدما ظن أن هناك تقاطعًا بين مصالح السعودية وسلطنة عمان يمكن أن يمنحه مساحة تحرك أكبر"، مشيرًا إلى أن تجاهل الرياض لمخاوفها من النفوذ العُماني دفعه مؤخرًا إلى محاولة كسب ود المملكة عبر دعوة رسمية لزيارتها.
وأشار الكاتب إلى أن "الدعم الإعلامي الذي تلقّاه بن حبريش من بعض النخب السعودية لا يعكس بالضرورة تأييدًا كاملًا"، لافتًا إلى أن مسقط تسعى لتعزيز حضوره كنسخة مكررة من الشيخ علي سالم الحريزي في المهرة، وهو ما يتعارض مع التوجهات السعودية في حضرموت.
وأضاف أبو عوذل أن "الرياض تدعم المجلس الوطني الحضرمي كخيار استراتيجي، وبن حبريش ليس جزءًا منه، بل لديه خلافات واضحة مع قيادته"، معتبرًا أن تحركاته الأخيرة تبدو كمناورة مؤقتة تهدف السعودية من خلالها إلى تعزيز فكرة وجود قوى متعددة في حضرموت تدعو للفصل عن الجنوب، دون منحه صفة الحليف الرسمي.
وقال: "بن حبريش ارتكب خطأً سياسيًا عندما حاول استمالة القبائل بوعود طموحة، دون أن يتطرق في خطابه إلى الوجود العسكري اليمني في الهضبة والوادي، وهو جوهر التحدي الذي يواجه أبناء حضرموت"، مضيفًا أن تجاهله لعدن ومحيطها الجنوبي كان أيضًا نقطة ضعف جوهرية في خطابه.
في المقابل، نوّه أبو عوذل إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي تعامل مع تحركات بن حبريش بـ"مرونة وهدوء"، وامتنع عن التصعيد، تاركًا الساحة لاختبار قدرات خصومه، في وقت يستعد فيه المجلس لتنظيم فعالية جماهيرية كبيرة في المكلا، يُتوقع أن تكون بمثابة استعراض قوة ورسالة سياسية قوية لدعم السلطة المحلية وقوات النخبة الحضرمية.
وأكد أن "الرد المرتقب من الانتقالي سيركّز على توحيد الموقف الحضرمي وتكرار نجاحات الساحل في وادي حضرموت"، معتبرًا أن هذا التوجه يمثّل خطوة حقيقية نحو تحقيق تطلعات أبناء المحافظة، بعيدًا عن المناورات المؤقتة والمصالح الفئوية.