لم تكتف المليشيات الحوثية الإرهابية بالتسبب في وفاة شخص جوعًا من ويلات الأزمة المعيشية القاسية التي صنعتها ضمن حرب العبثية، لكنها تمارس قمعا وتنكيلًا تجاه أسرته بشأن وفاته.
القصة بدأت بفيديو متداول وثق لحظات مأساوية لمواطن وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة على أحد أرصفة مدينة إب، بعدما أنهكه الجوع.
وتداول ناشطون مشاهد لمواطن يدعى ياسر أحمد البكار، توفي وهو على الرصيف في منطقة المعاين شمال غربي مدينة إب، وأمامه قطعة خبز وبجواره طفله الصغير عمار الذي لم يعرف أن أباه قد توفي.
وقالت مصادر إن "البكّار" ظل جائعاً قبل أن يحصل على قطعة خبز وزبادي، لم ينتهِ من أكلها، وقنينة ماء وافته المنية قبل أن يشرب منها.
وإلى جانبه كان طفله "عمار" الذي ظل لفترة طويلة يُخبئ في يده قطعة كيك وعصير جاد به عليه أحد المارة لأبيه الذي ظن أنه كان نائماً.
وفي أعقاب الضجة التي أحدثتها الوفاة، استدعت السلطات الحوثية زوجة الضحية ياسر البكار لتوقيع إقرار بأن وفاة زوجها طبيعية.
وانتشرت وثيقة نشرها ناشطون مقربون من الحوثيين، تظهر توقيع الزوجة بالبصمات، على إقرار بأن زوجها ياسر أحمد صالح البكار، توفي بشكل طبيعي في حارة مجمع الغيثي بمنطقة المعاين شمال غرب مدينة إب.
فيما حاول ناشطون حوثيون ومقربون من المليشيات اتهام نشطاء في إب بأنهم يقفون خلف إثارة القضية كرأي عام ضد الجماعة، مشيرين إلى أن الوفاة طبيعية ولم تكن مرتبطة بالجوع وانهيار الأوضاع المعيشية.
هذه القصة المروعة بتفاصيلها المخيفة تختصر حجم الإرهاب الحوثي بمراحله المختلفة سواء فيما يتعلق بالأزمات المعيشية التي تثيرها المليشيات أو على صعيد حالة القمع والتنكيل تجاه فضح جرائمها المسعورة.
وتجسد الواقعة، مدى وحجم وطبيعة المعاناة التي يواجهها السكان على صعيد واسع، من جراء الأزمات المخيفة التي تثيرها المليشيات الحوثية الإرهابية، بما يحتم ضرورة تعزيز التدخلات الإنسانية في مواجهة هذا القمع الفتاك