أعلنت الهيئات الفلكية أن الكرة الأرضية ستشهد كسوفا جزئيا للشمس يوم السبت، الموافق 29 مارس 2025.
سيكون الكسوف مرئيا في أجزاء من غرب العالم العربي، بما في ذلك موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وهذه الظاهرة الفلكية تقدم، وفق الخبراء، دليلا علميا على استحالة رؤية هلال شهر شوال في نفس اليوم.
ويحدث الكسوف عندما يمر القمر بين الأرض والشمس، مما يؤدي إلى حجب جزء من ضوء الشمس، وهذا الكسوف يتزامن مع مرحلة الاقتران، وهي المرحلة التي يكون فيها القمر والشمس على خط واحد في السماء، وبعد الاقتران، يتحرك القمر بعيدا عن الشمس، مما يجعل الهلال قابلا للرؤية، ولكن يوم السبت، سيظل القمر قريبا جدا من الشمس، مما يجعل من المستحيل رؤية الهلال سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب.
ويقول د. أشرف شاكر رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن “الكسوف الجزئي للشمس هو علامة واضحة على أن القمر لم يبتعد بعد عن الشمس بما يكفي ليظهر كهلال في السماء، وبهذا، فإن الهلال لن يكون مرئيا يوم السبت في المناطق التي تشهد الكسوف أو غيرها من المناطق، نظرا لعدم اكتمال المسافة الزاوية بين القمر والشمس”. والمسافة الزاوية بين القمر والشمس هي المسافة التي تقاس على طول قوس السماء بين مركزي القمر والشمس، كما تُرى من الأرض، وتقاس هذه المسافة بالدرجات الزاوية، وتحدد مدى بعد القمر عن الشمس في السماء.
ويوضح شاكر أنه “عند الاقتران، وهي المرحلة التي يحدث فيها الكسوف الجزئي أو الكامل، تكون المسافة الزاوية بين القمر والشمس قريبة جدا من الصفر، مما يجعل القمر غير مرئي تقريبا لأنه في نفس الاتجاه من الشمس، وبمجرد أن يبدأ القمر في الابتعاد عن الشمس، تبدأ المسافة الزاوية بينهما بالزيادة، وتُصبح إمكانية رؤية الهلال ممكنة عندما تتجاوز المسافة 7 درجات زاوية تقريبا”.
ويضيف: ” لذلك، إذا كانت المسافة الزاوية أقل من هذا الحد، لا يمكن رؤية الهلال حتى باستخدام التلسكوب أو الأدوات المتقدمة، لأن ضوء الشمس لا يزال قويا جدا بالمقارنة مع ضوء القمر الضعيف”.