تواصل ميليشيا الحوثي فرض الجبايات القسرية على سكان صنعاء والتجار، متخذة من هيئة الزكاة أداة للابتزاز المالي والقمع. في واقعة جديدة تعكس هذا الظلم، اقتحم مسلحون تابعون للهيئة، بقيادة مدير فرع مديرية السبعين عبدالمغني الحداد، أحد المشاريع الزراعية في صنعاء تحت تهديد السلاح، مرعبين العاملين والموظفات وكأن المشروع مسؤول عما تعرضت له العاصمة من قصف في اليوم السابق.
وباتت عمليات الجباية في صنعاء تتجاوز كل الحدود، حيث تُجبر المشاريع على دفع مبالغ ضخمة، حتى لو كانت خاسرة أو مثقلة بالديون، وإلا يواجه أصحابها التهديد والملاحقة. وتحولت الزكاة – التي تعد أحد أركان الإسلام – إلى أداة للقمع والاستبداد، في مشهد يعكس مدى تغوّل الميليشيات على حياة المواطنين واقتصادهم.
وأكد أحد المواطنين، ويدعى علي جارالله من بني حشيش، في صفحته على الفيسبوك، أنه لم يشعر يوماً بالخطر على أعماله مثلما يشعر اليوم، معتبراً أن الاستثمار في صنعاء بات مخاطرة كبرى بسبب نهب الميليشيات المستمر تحت ذرائع مختلفة، تارة باسم “حق الدولة” وتارة باسم “حق الله”، في حين أن الهدف الحقيقي هو تحقيق إيرادات للميليشيا على حساب المواطنين. وأشار إلى أنه يفكر في مغادرة صنعاء والبحث عن فرصة عمل خارج اليمن إذا استمرت هذه الأوضاع القمعية.
وباتت ممارسات الحوثيين في صنعاء تمثل عدواناً داخلياً على المواطنين، يفوق في تأثيره أي قصف تعرضت له المدينة، حيث أصبح الظلم والفساد والنهب المنظم سمة رئيسية لحكم الميليشيات