الرئيسية > اخبار محلية > إقالة مسؤولي أحياء في صنعاء لرفضهم حشد مجندين

إقالة مسؤولي أحياء في صنعاء لرفضهم حشد مجندين

أقالت الجماعة الحوثية نحو 52 عاقل حارة (مسؤولي الأحياء) في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بعد اتهامهم بالإهمال وعدم القيام باستقطاب مجندين جُدد حسب ما أفادت به مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

 

يتزامن ذلك مع إخضاع الانقلابيين نحو 90 مسؤول حي في صنعاء وضواحيها لتلقي دورات فكرية وطائفية، وذلك ضمن ما يُسمونه «برنامج فكري» تنفذه الجماعة خلال شهر رمضان الحالي، ويُشرِف عليه معممون مقربون من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

 

وفي سياق توسيع الجماعة من نشاطاتها ذات الصبغة الطائفية، وضمن مساعيها الرامية لتحشيد كافة فئات المجتمع، أفادت المصادر بقيام القياديين خالد المداني، المنتحل صفة وكيل أول العاصمة صنعاء، وقناف المروني، المعين وكيلاً للعاصمة لشؤون الأحياء، بإقالة 52 مسؤول حي في مديريات التحرير وصنعاء القديمة ومعين وبني الحارث وشعوب وآزال وإحلال آخرين موالين للجماعة. وأودعت جماعة الحوثيين، حسب المصادر، عدداً من مسؤولي الأحياء المقصين في سجونها، بتهمة تنصلهم من تنفيذ التعليمات المتعلقة بالتعبئة وجمع التبرعات من السكان. ويؤكد مسؤولو حارات استهدفتهم الجماعة بالإقصاء لـ«الشرق الأوسط»، أن توجيهات الإقالة لم تكن مفاجئة بالنسبة لهم، فقد سبقها القيام بممارسات استفزازية بحقهم واتهامهم بالخيانة والسعي إلى تأليب الشارع ضدهم.

 

ودائماً ما يتعرض مسؤولو الأحياء للضغط الحوثي تارة بحضهم على استقطاب المراهقين إلى الجبهات، وأخرى لإرغام السكان بمختلف الأساليب على التبرع لمصلحة الجماعة ومقاتليها، إلى جانب الدفع بهم للالتحاق في دورات فكرية وعسكرية.

 

إقصاء متوقع يتحدث مروان وهو اسم مستعار لمسؤول حي في صنعاء عن أن سبب استغناء الجماعة عنه وعن آخرين هو عدم إيلائهم أي اهتمام بالتعليمات الحوثية ذات الصلة بالتطييف والتجنيد وجمع الأموال وانشغالهم بتحقيق بعض النجاحات منها حل النزاعات والخلافات بين الناس.

 

ويقول مروان إن الجماعة لا تُريد تركيز مسؤولي الأحياء المعروفين باسم «عقّال الحارات» على أي عمل خدمي قد يعود بالنفع والفائدة على السكان، بل تُريد منهم فقط أن يكرسوا كل جهدهم وطاقاتهم من أجل إنجاح حملات الحشد والتعبئة وتجهيز القوافل والمشاركة في الفعاليات والمناسبات ذات الطابع الطائفي.

 

ويؤكد مصلح، وهو اسم مستعار لمسؤول حي آخر، أن قرار إقالته من عمله في حي بمديرية معين كبرى مديريات صنعاء من حيث الكثافة السكانية العالية، كان نتيجة اعتذاره قبل نحو أسبوع عن عدم المشاركة بدورة تعبوية دعت إليها الجماعة الحوثية.

 

وذكر مسؤول الحي المقال أن مشرف التعبئة بالحي ذاته توعده أثناء تخلفه عن المشاركة في البرنامج الفكري بالإقالة من منصبه والحبس بتهمة العمالة والخيانة.

 

ويعمل في صنعاء ما يزيد عن 1500 مسؤول حارة، بات معظمهم من الموالين للجماعة الحوثية، وذلك بسبب قيام الأخيرة خلال السنوات الماضية بعمليات إقصاء وتغيير واسعة للكثير منهم، خصوصاً ممن كانت تُشكِك بولائهم المطلق لزعيمها عبد الملك الحوثي.

 

وتواصل الجماعة إجبار مسؤولي الحارات في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها على التعاون مع مشرفيها، وعلى تنفيذ نزولات ميدانية متكررة لإقناع السكان بإلحاق أبنائهم بدورات تعبوية وعسكرية تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات.