أكد أنيس الشرفي ، نائب رئيس هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أن الشراكة الحالية في إدارة الدولة غير متوازنة، حيث تتحكم أطراف حاكمة في القرار دون أن يكون لها أي وجود فعلي على الأرض.
وأوضح الشرفي، في حديثه لقناة “عدن المستقلة”، أمس الأحد، أن المجتمع الإقليمي والدولي منح هذه الأطراف السلطة ضمن ترتيبات مرحلية لتحقيق وحدة الصف ضد الحوثيين، إلا أن التجربة خلال السنوات الثلاث الماضية أثبتت فشلها.
وأشار الشرفي إلى أن هذه الأطراف استغلت السلطة لتعزيز الفساد ونهب أموال الدولة، كما سعت إلى نقل المعركة من جبهات القتال ضد الحوثيين إلى صراعات داخلية لخلق الفوضى في الجنوب.
وأضاف أن الشراكة الحالية تقوم على معادلة مختلة، حيث يتمتع طرف بكامل الامتيازات، بما في ذلك القرار السياسي والمناصفة في السلطة، دون أن يقدّم شيئًا على الأرض، سواء في مواجهة الحوثيين أو في جهود التنمية بالمحافظات المحررة.
وشدد الشرفي على ضرورة أن تُدار عملية التنمية في المحافظات المحررة من قبل أبنائها الجنوبيين، ومن قبل القوى الفاعلة على الأرض، مؤكدًا أن هذه هي المعادلة التي يجب أن تحكم المرحلة القادمة لضمان تحقيق الاستقرار والتنمية الحقيقية.
*القوى اليمنية مصدر تهديد إقليمي ودولي:
وحذّر الشرفي، خلال حديثه إلى الفضائية الجنوبية التي تبث من العاصمة عدن، من أن القوى التي تسيطر على الشمال باتت تشكل تهديدًا خطيرًا على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن الشمال أصبح بؤرة للفوضى والصراعات وتصدير الأزمات، ليس فقط إلى الجنوب، بل إلى المنطقة بأكملها.
ولفت الشرفي أن الجنوب يمثل منطقة التقاء مصالح إقليمية ودولية، وليس مصدر تهديد لأي طرف، إلا أنه تعرض لمحاولات متعمدة لتمزيق صفوفه وزرع الشكوك بين قواه الفاعلة، بهدف إضعافه وإثارة المخاوف الدولية من تجربة استقلاله، تحت ذريعة احتمال نشوب صراعات داخلية.
وبيّن الشرفي على أن هذه الحملات تهدف إلى عرقلة مساعي الجنوب نحو الاستقرار، مؤكدًا أن الحفاظ على وحدة الصف الجنوبي وتعزيز الثقة بين أبنائه هو السبيل لضمان مستقبل مستقر وآمن للمنطقة.
*التمسك بالوحدة اليمنية عقبة رئيسية أمام السلام:
وفي معرض حديثه عن جهود تحقيق السلام، أكد الشرفي أن إصرار بعض الأطراف اليمنية على ما يسمى بمشروع الوحدة يشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق السلام، مشيرًا إلى أن هذا المشروع فشل بسبب ممارسات نظام صنعاء على مدى العقود الماضية، والتي استهدفت الجنوب بشكل ممنهج.
واوضح الشرفي أن الحكام في صنعاء عملوا على طمس قضية الجنوب وتشويهها، مستخدمين وسائل متعددة، من نشر الإرهاب والقاعدة، إلى تحويل عدن وحضرموت إلى قرى مهمشة، وفرض سياسة التجهيل والفساد، ومنع الجنوبيين من التوظيف وممارسة حقوقهم السياسية والاقتصادية، وصولًا إلى تصفية الكفاءات الجنوبية.
وأشار الشرفي إلى أن الرواية التي كانت سائدة دوليًا عن القضية الجنوبية قد تغيرت مؤخرًا بفضل الجهود الدبلوماسية المكثفة، حيث أصبح المجتمع الإقليمي والدولي أكثر وعيًا بحقيقة الأزمة.
وأضاف أن الفرق بين صراع الحوثي مع القوى الأخرى، الذي هو صراع على السلطة، وبين القضية الجنوبية، التي هي قضية شعب وحق تاريخي، بات واضحًا أمام العالم.
ونوّه الشرفي على أن هذه التحولات سيكون لها تأثير مباشر على أي مفاوضات مستقبلية، مؤكدًا أن الاعتراف بحق الجنوب في استعادة دولته أصبح مسألة لا يمكن تجاهلها في مسار تحقيق سلام شامل ومستدام.