الرئيسية > عربية دولية > حملة «تطهير» البنتاغون.. ترامب يدفع الجيش إلى «المجهول»

حملة «تطهير» البنتاغون.. ترامب يدفع الجيش إلى «المجهول»

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بإقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون الابن، إلى جانب 5 مسؤولين كبار آخرين في البنتاغون، مساء الجمعة، قلقًا واسعًا.

 

هذه الإقالات التي جاءت بالتزامن مع تعيين جنرال متقاعد غير معروف نسبيًا كمستشار عسكري أعلى، مما عزز المخاوف من تسييس المؤسسة العسكرية، التي يُفترض أن تظل محايدة بموجب الدستور.

 

غضب «عسكري»

لم تكن إقالة براون ورئيس العمليات البحرية الأدميرال ليزا فرانشيتي مفاجئة تمامًا، إذ سبق أن انتقدهما ترامب وأنصاره بدعوى تركيزهما على سياسات «التنوع» بدلاً من تحقيق الانتصارات العسكرية.

 

إلا أن الطريقة التي تمت بها الإقالات، والتي شملت أيضًا نائب رئيس الأركان الجوية وكبار المستشارين القانونيين للجيش والبحرية والقوات الجوية، أثارت استياءً واسعًا بين الجنرالات المتقاعدين والمشرعين والخبراء في العلاقات المدنية العسكرية، وفق «واشنطن بوست». انقسامات سياسية. 

 

وعلق الجنرال المتقاعد مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق، على القرار قائلاً إن الثقة في القادة العسكريين تُبنى على أساس القيادة والنزاهة والأداء وجودة النصائح والاستعداد لتنفيذ الأوامر.

 

وأضاف أن «إقالة الضباط بسبب خلافات حقيقية أو متصورة في الرأي تضر بالمهنية العسكرية».

 

على الجانب الآخر، دافع نائب الرئيس جي دي فانس عن قرارات ترامب، مشيرًا إلى أن رؤساء أمريكيين سابقين أقالوا جنرالات بارزين، مثل هاري ترومان الذي أقال الجنرال دوغلاس ماك آرثر بسبب خلافات حول الحرب الكورية، وباراك أوباما الذي أقال الجنرال ستانلي ماكريستال بعد تصريحات مسيئة للإدارة.

 

 

خلافات حول التوجهات

ورغم حرص براون على الابتعاد عن السياسة خلال فترة ولايته، فإن بعض تصريحاته السابقة حول التنوع العرقي في الجيش ربما جعلته هدفًا للإقالة.

 

ففي عام 2020، بعد مقتل جورج فلويد، تحدث عن التحديات التي واجهها كضابط «أسود» في جيش يسيطر عليه «البيض»، وهو ما اعتبره منتقدوه تبنيًا لأجندة تقدمية.

 

أما الأدميرال ليزا فرانشيتي، التي تعد أول امرأة تقود البحرية الأمريكية، فقد تعرضت لانتقادات من وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي وصف تعيينها بأنه «قرار قائم على سياسات التنوع بدلًا من الكفاءة»، رغم سجلها الحافل، الذي يشمل قيادة الأسطول السادس الأمريكي في أوروبا وقيادة مجموعة قتالية لحاملة طائرات.

 

جدل تعيين دان كاين

وزاد تعيين الجنرال المتقاعد دان كاين، الذي غادر الخدمة العسكرية قبل أقل من عام، من الجدل، خاصة أنه لا يستوفي المعايير التقليدية لمنصب رئيس هيئة الأركان المشتركة.

 

وبحسب القانون الأمريكي، يُشترط أن يكون المرشح قد شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان، أو قاد أحد أفرع الجيش، أو ترأس قيادة قتالية رئيسية، إلا إذا قرر الرئيس استثناء ذلك لـ«ضرورات المصلحة الوطنية».

 

كاين، الذي خدم كطيار مقاتل في الحرس الوطني وقاد قوات خاصة في العراق، أثار جدلاً بسبب تصريحات منسوبة إليه خلال زيارة ترامب للعراق عام 2018، حيث زُعم أنه ارتدى قبعة تحمل شعار «اجعل أمريكا عظيمة مجددًا»، وقال إنه «مستعد للقتل من أجل الرئيس».

 

غير أن بعض المسؤولين، بمن فيهم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، نفوا صحة هذه الرواية.

 

تأثيرات طويلة الأمد

يرى خبراء أن تعيين كاين يحمل رسالة مقلقة للضباط العسكريين الكبار، مفادها أن الولاء الشخصي يتفوق على الكفاءة العسكرية.

 

وعلقت كاثرين كوزمينسكي، الباحثة في مركز الأمن الأمريكي الجديد، لـ«واشنطن بوست» بأن تجاوز المؤسسة العسكرية التقليدية لصالح شخصية غير متوقعة يخلق أجواء من عدم الاستقرار بين الضباط الكبار.

 

من جهتها، رأت كوري شاك، الباحثة في معهد أمريكان إنتربرايز، أن استدعاء ضابط متقاعد لهذا المنصب يعكس فقدان ترامب للثقة في القيادات العسكرية الحالية، ما قد يؤدي إلى توتر العلاقة بين القيادة العسكرية والإدارة المدنية.